أحكام متعلقة بالكفار (تهنئتهم بأعيادهم والتشبه بهم)

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾.

أما بعد.. فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالة


عباد الله قال ربنا جل وعلا ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ وقال تعالى: ﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ﴾

فنحن نؤمن ونعتقد ونوقن أن الله تعالى له الأسماء الحسنى والصفات العلى، فهو سبحانه واحد أحد لا ند له ولا شبيه ولا صاحبة ولا ولد

وأما النصارى الضالون فهم يعتقدون الألوهية في عيسى عليه السلام، ومنهم من يقول هو ابن الله، ومنهم من يقول هو ثالث ثلاثة، وهذا كفر عظيم وضلال كبير

تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا،

قال ربنا تعالى: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ﴾

وقال ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾

وقال الله تعالى ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا﴾ أي عظيما ﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا﴾.

قال ابن عباس رضي الله عنه: إن الشرك فزعت منه السماوات والأرض والجبال وجميع الخلائق إلا الثقلين، وكادت تزول منه لعظمة اللّه،

معاشر المؤمنين.. هذه عقيدة النصارى في عيسى عليه الصلاة والسلام، فلا شك ولا ريب في ضلالهم وكفرهم فيجب على كل مؤمن أن يعتقد ذلك ويوقن به كما جاء في القرآن والسنة حتى لا يذهب دينه ‏ ‏

قال عليه الصلاة والسلام: «والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة -يعني أمة الدعوة - يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار» رواه مسلم. (رقم 403 ش)


اللهم ثبتنا على الإسلام والسنة وجنبنا الكفر والضلال والبدعة واجعلنا من أوليائك المتقين يا أرحم الراحمين.

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الصادق الأمين اما بعد

فاتقوا الله وعظموه وراقبوه واطيعوا امره ولا تعصوه


عباد الله ظهر في زماننا من بعض المسلمين هداهم الله وللأسف الشديد بعض الأمور المخالفة لشرع الله المتعلقة بأحكام الكفار


ومن ذلك الدعوة إلى وحدة الأديان واعتقاد عدم كفر اليهود والنصارى وهذا والله كفر عظيم وتكذيب للقرآن والسنة


ومن المخالفات أيضاً

ما يفعله بعض المسلمين، من مشاركة النصارى في أعيادهم، أو إعانتهم فيها بأي نوع من أنواع الإعانة، كبيع الهدايا أو بطاقات التهنئة الخاصة بعيدهم، أو تأجير الأماكن لهم ليقيموا فيها احتفالاتهم، فهذا كله محرم لقول الله تعالى: ﴿وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ ولأن ذلك من تعظيم شركهم، وعونهم على كفرهم،


ومن أخطر الأمور تهنئة النصارى بأعيادهم، لما في ذلك من إقرار ما هم عليه من شعائر الكفر


ومن ذلك محبة الكفار والإعجاب بهم ولو كان لاعب كره أو مشهور

قال تعالى ﴿‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ﴾


ومن المخالفات أيضاً

الاعتداء على الكفار المعاهدين أو عدم اعطائهم حقوقهم


 ومن المخالفات أيضاً

التشبه بالكفار في عاداتهم السيئة وأخلاقهم الذميمة مثل حلق اللحى وقصات الشعر والقزع ولبس القلائد والأساور للرجال

والتبرج والسفور ولبس القصير والعاري للنساء

وتربية الكلاب لغير زرع أو ماشية أو صيد


قال العلامة ابن باز رحمه الله: لا يجوز للمسلم ولا للمسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم بل يجب ترك ذلك؛ لأن (من تشبه بقوم فهو منهم) والرسول ﷺ حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم.


فاتقوا أيها المسلمون وتمسكوا بدينكم، واحذروا التشبه بأعداء الله، ونشؤوا أولادكم على الاعتزاز بدينهم، وحذروهم من مشابهة الكافرين ومشاركتهم في أعيادهم، فكلم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.


اللهم أعز الإسلام والمسلمين

‏وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين


اللهم مكن لأهل التوحيد والسنة في كل مكان اللهم اجعل لهم فرجا ومخرجا


اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين وولي عهده لما تحب وترضى وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يارب العالمين


اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء.  والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلادنا وسائر بلاد المسلمين


اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين في كل مكان ‏وردنا وإياهم إلى دينك ردا جميلا

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والأموات


(ارفع يديك)

اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا

اللَّهمَّ أنتَ اللَّهُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ الغَنيُّ ونحنُ الفقراءُ أنزِلْ علينا الغيثَ واجعل ما أنزلتَ لَنا قُوَّةً وبلاغًا إلى حينٍ

اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين


‏ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وآخر دعواتنا الحمد لله رب العالمين