الأمانة و النزاهة و المال العام

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾.

أما بعد.. فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالة


عباد الله

إن الأمانة من أعظم الأخلاق التي دعا إليها الإسلام

وحث عليها الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام

قال تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾


وأداء الامانة من صفات المؤمنين الصالحين الذين وعدهم الله بالجنة، كما قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾ [المؤمنون: 8]


والأمانات التي يجب القيام بها كثيرة منها امانات في العلاقة بين العبد وربه، وأمانات في العلاقة بين المخلوقين أنفسهم، فيجب علينا: أن نتحمل الأمانات في العبادات، كالمحافظة على الصلوات في أوقاتها جماعة في المساجد للرجال، وكذلك الصبيان الذين بلغوا سبعاً يؤمرون بصلاة الجماعة، وغير ذلك


وهناك امانات بينك وبين الخلق منها: الأمانة مع زوجته بأن يعاشرها بالمعروف؛ ويأمرها ويأمر اولاده بالصلاة ويوقظهم لصلاة الفجر في وقتها ويأمر زوجته وبناته بالحجاب الشرعي الكامل بغطاء الوجه.

ومن الأمانات: حفظ الأسرار، وغير ذلك


عباد الله

ومن الأمانات: المحافظة على المال العام

فإن من الفتن التي يفتن بها الناس في اماناتهم المال فإنه فتنة عظيمة، قال ربنا سبحانه ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾،

فهل قمنا بحقه، وأَخَذْناه من حِلَّه؟

قال عليه الصلاة والسلام: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُبَالِي الْمَرْءُ مَا أَخَذَ مِنْهُ أَمِنْ حَلَالٍ أَمْ مِنْ حَرَامِ» رواه البُخَارِيُّ.

وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٌّ فَلَهُمْ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه البُخَارِيُّ.


أيها المسلمون، إن المال العام لا يجوز التلاعب به، أو صرفه في غير محله، فمن فعل ذلك فقد أخل بالأمانة، «مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ، فَكَتَمَنَا مِخْيَطًا، فَمَا فَوْقَهُ كَانَ غُلُولًا يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، رواه مسلم.


قال عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: لمّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ أَقْبَلَ نَفَرٌ مِنْ صَحَابَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: فُلَانٌ شَهِيدٌ، فُلَانٌ شَهِيدٌ حَتَّى مَرُّوا عَلَى رَجُلٍ فَقَالُوا: فُلَانٌ شَهِيدٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «كَلَا إِنِّي رَأَيْتُهُ فِي النَّارِ فِي بُرْدَةٍ غَلَّهَا أَوْ عَبَاءَةِ»، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يَا ابْنَ الْخَطَّابِ اذْهَبْ فَنَادِ فِي النَّاسِ إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الجِنَّةَ إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ». قَالَ فَخَرَجْتُ فَنَادَيْتُ: «أَلَا إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ» أخرجه مسلم.

فاللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك

 


الخطبة الثانية:

الحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِه، والشُّكْرُ لَهُ على تَوْفِيْقِهِ وامْتِنَانِه، وأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا الله تعظما لشأنه، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُه الداعي الى رضوانه. أما بعد، فاتقوا الله معاشر المسلمين،

وأدوا الأمانات وحافظوا عليها فإنكم عنها مسؤولين


وعلى المسلم أن يتقي الله، ويحافظ على المال العام، ويسعى في منع الاعتداء عليه، وليكن قصده رضى الله، والدار الآخرة، والحفاظ على مصالح المسلمين، وإنما الأعمال بالنيات.

وعلى الأسرة والمدرسة مسؤولية كبيرة في تربية النشء على الأمانة والنزاهة، فقوموا بها، عملاً بقول الله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين

‏وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين

اللهم انج المستضعفين من المؤمنين في كل مكان واجعل لهم فرجا ومخرجا عاجلا غير اجل


اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين وولي عهده لما تحب وترضى وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يارب العالمين اللهم وانصر بهم دينك  

اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين في كل مكان ‏وردنا وإياهم إلى دينك الحق ردا جميلا

‏اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء

والربا والزنا والزلازل والمحن

وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا وسائر بلاد المسلمين

ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما

(ارفع يديك)

اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين


ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين