بناء الأسرة ومسؤولية الوالدين

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾

أما بعد.. فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالة


عباد الله

الأسرة هي أساس المجتمع وأصل بنائه

ولذلك اهتم الإسلام بالأسرة المسلمة اهتمامًا كبيرًا، وأولاها عناية فائقة،

لِتَحْصِيلِ مَقْصُودِهَا، مِنْ حُصُولِ اَلْإِعْفَافِ لِلزَّوْجَيْنِ، وَالْمَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ، وَإِقَامَةِ اَلْبَيْتِ اَلْمُسْلِمِ، وَالتَّعَاوُنِ عَلَى اَلْبَرِّ وَالتَّقْوَى، وَتَرْبِيَةِ اَلذَّرِّيَّةِ اَلصَّالِحَةِ اَلَّتِي تعَبدُ اَللَّهَ تَعَالَى وَتُطِيعُهُ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمِنْ ءايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْواجاً لّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾.


يا معشر الشباب تَكْوِينِ اَلْأُسْرَةِ يكون قَبْلَ نَشْأَتِهَا، باِخْتِيَارِ اَلزَّوْجَةِ اَلصَّالِحَةِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِها ولِحَسَبِها ولِجَمَالِها ولِدِينِها، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ»،

ويا معشر الآباء جاء الحَثَّ عَلَى قَبُولِ اَلزَّوْجِ اَلصَّالِحِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا جَاءَكُم مَنْ تَرضَوْنَ دِينَهُ وخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرضِ وفَسَادٌ كَبِيرٍ»،


وبجب على من المقبلين على الزواج معرفة حقَّ كُلِّ واحدٍ من الزَّوجَينِ على الآخَرِ، وما لَهُ ومَا عليهِ! فإذا ما أَدرَكُوا ذلكَ عَاشُوا في سعادة وطمأنينة وقامت الأسرة خير قيام


فعلى الزوجة ان تطيع زوجها بالمعروف وتخدمه وتمكن نفسها منه وأن لا تدخل بيته أحدا يكرهه. ولا تخرج من بيته إلا بإذنه، وأن تحفظه في نفسها وماله وان تحفظ أسراره، وأن تعلم أن القوامة له…

وللزوجة حقوق على زوجها من معاشرتها بالمعروف والإحسان إليها وحسن الخلق معها والنفقة عليها بالمعروف

وتوفير السكن والكسوة والطعام لها بالمعروف.


أيها الآباء والأمهات

ساعدوا أبناءكم وبناتكم

في معرفة الحقوق الشرعية ويسروا الزواج

 بتيسير المهور وعدم المبالغة. في الطلبات. واثقال كاهل الشاب بالديون قبل الزواج فقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج ابنته فاطمة رضي الله عنها على عليٍّ رضي الله عنه بدرع.

وأعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة. واحرصوا على حل مشاكلهم بتحكيم العقل. لا العاطفة


ويجب على الزوجين حفظ سر الآخر مهما بلغ الخلاف قال عليه الصلاة والسلام: «إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِى إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا» رواهُ مُسلِمٌ.


اقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 


الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، وسلم تسليمًا كثيرًا


أيُّها الزَّوجانِ الكريمانِ: بيتُكما قَلْعَةٌ. وكِلاكُمَا حَارِسٌ لَهُ، وَمَسئُولٌ عنه: «فَكُلُّكم رَاعٍ وَمَسئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرأَةُ في بَيتِ زَوجِها رَاعِيَةٌ وهيَ مَسئُولَةٌ عن رَعِيَّتِها». وأكثروا من الدعاء فإن الله هو الذي ينزل الطمأنينة والسكينة في البيوت

وأعظم ما تحل به البركة في البيوت تلاوة كلام الله فيه وكثرة ذكر الله تعالى


وَمِمَّا يُعَيِّنُ اَلْمَرْءَ عَلَى تَرْبِيَةِ اَلْأَوْلَادِ تَعَاهُدُهُمْ بِالدُّعَاءِ، فَهَذَا خَلِيلُ اَللَّهِ تَعَالَى إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ خَصَّ أَبْنَاءَهُ وَذُرِّيَّتهُ بِالدُّعَاءِ فَقَالَ: ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ)، (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ﴾


والزموا القناعة وارضوا بما قسم الله ولا تنظروا إلى من هو فوقكم في أمور الدنيا فإن هذا سبب لازدراء النعمة وذهابها

واحذروا من المخببين والمخببات الذين يفسدون الأزواج والزوجات في وسائل التواصل وغيرها

والزموا الصلاة وبر الوالدين فهما من أعظم أسباب البركة

اللهم أعز الاسلام والمسلمين

واذل الشرك والمشركين ودمر اعداء الدين وانصر عبادك الموحدين

اللهم انج المستضعفين من المؤمنين في الشام وفي كل مكان، اللهم اجعل لهم فرجا ومخرجا، اللهم استر عوراتهم و آمن روعاتهم

اللهم احفظهم واحفظ لهم دينهم

اللهم عليك بأعداء الدين من اليهود والنصارى والمنافقين

اللهم اجعل كيدهم في نحورهم ومزقهم كل ممزق

‏اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمرنا

‏واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا أرحم الراحمين

اللهم وفق امامنا خادم الحرمين وولي عهده لما تحب وترضى، اللهم اجعل عملهم في رضاك وانصر بهم دينك

اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين في كل مكان ‏وردنا وإياهم إلى دينك ردا جميلا

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات

ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين اماما

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين