فضل صلاة الجماعة

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾

أما بعد.. فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالة


عباد الله..

كان رجل من الأنصار لا تخطئه الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: «ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب الله لي ممشاي إلى المسجد، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جمع الله لك ذلك كله» رواه مسلم.


يا إخوتاه إن الصلاة أعظمُ ما أمر الله به العباد بعد التوحيد، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فقد خاب وخسر، وقد شرع الله جل وعلا للرجال، أداءها جماعة في المساجد إذا سمعوا الأذان، لما في ذلك من الفضائل والأجور العظيمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «صلاة الجماعة تفضل صلاةَ الفذ -أي المنفرد - بسبع وعشرين درجة» متفق عليه.


ومن كان قلبه معلق بالمساجد فهو من السبعة الذين يظلهم الله يوم القيامة في ظله، يوم لا ظل إلا ظله، ومن فضائل صلاة الجماعة في المساجد أن الله جل وعلا يكتب خطا الماشي إلى المسجد ورجوعه بيته كما جاء في الحديث


وكثرة الخطا إلى المساجد، من أسباب محو الخطايا ورفع الدرجات، قال عليه الصلاة والسلام: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات، قالوا: بلى يا رسول الله. قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرةُ الخطا إلى المساجد، وانتظارُ الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط» رواه مسلم.


ومن فضائل صلاة الجماعة في المسجد ما جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم قال: صلاة الرجل في الجماعة تُضعَّف على صلاته في بيته وفي سوقه خمساً وعشرين ضعفاً، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة، لم يخط خُطوة إلا رفعت له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه، اللهم صل عليه، اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة" متفق على صحته، فأبشروا يا عمار المساجد بهذا الفضل العظيم من رب كريم.


 معاشر المسلمين.. في يوم القيامة يُنصب الصراط على متن جهنم، أعاذنا الله منها، والصراط جسر ممدود على ظهر النار، وهو كحد السف وأدقُ من الشعر، مدحضةٌ مزلة، له حافتان، وعليه كلاليب وخطاطيف، وما قبله ظلمه، في هذا اليوم العصيب يُعطى المؤمنون أنوارَهم فيسيرون عليه، ويُطفأ نور المنافقين، ويقال لهم: ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً، فمن كان يمشي في الظلم إلى المساجد، فليبشر بالنور التام يوم القيامة، ليبصر طريقه على الصراط، فعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة» رواه أبو داود.


ومما ورد في فضل صلاة الجماعة، قولُ النبي صلى الله عليه وسلم: «من صلى لله أربعين يوماً في جماعة، يدرك التكبيرة الأولى، كُتب له براءتان، براءةُ من النار، وبراءة من النفاق» رواه الترمذي، وقال عليه الصلاة والسلام: «من صلى العشاء في جماعة، كان كقيام نصف ليلة، ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان كقيام ليلة» رواه أبو داود


ومن صلى الفجر في جماعة كان في حفظ الله تعالى وأمانه، لقوله عليه الصلاة والسلام: «من صلى الصبح في جماعة، فهو في ذمة الله» فاللهم وفقنا لصالح القول العمل، وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، برحمتك يا أرحم الراحمين.


الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله الا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الصادق الأمين


أما فإن الله عز وجل قد شرع لكم صلاة الجماعة لحكم عظيمة، وفوائدَ جليلة، منها إعانة العبد على أداء الصلاة، وإحسانها كما أمر الله، لأنه لو صلى في بيته لربما تكاسل عنها، أو قصر في شيء من أركانها وواجباتها، ومن فوائدها تعارفُ أهل الحي فيما بينهم، وتآلفُهم وتوادُهم، وتعاونُهم على الخير، وإعانةُ المحتاج منهم، وتعلمُهم للعلم النافع في المساجد، ومن فوائدها إرغام الشيطان بالاجتماع على العبادة، والتعاون على الطاعة،


    فاتقوا الله معاشر المسلمين، واحرصوا على أداة صلاة الجماعة في بيوت الله تعالى، وامروا أبناءكم بها، ورغبوهم فيها، وتفقدوا من جيرانكم من يتخلف عنها، وتناصحوا فيما بينكم على البر والتقوى، وذكروا المتخلف عن صلاة الجماعة بما فيها من الفضائل العظيمة، والأجور الكثيرة، وما يخشى عليه من عذاب الله وسخطه، إذا صلى من غير عذر في بيته.


اللهم اعز الاسلام والمسلمين

‏وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين

اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين وولي عهده لما تحب وترضى وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يارب العالمين

اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين في كل مكان ‏وردنا وإياهم إلى دينك الحق ردا جميلا

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

‏ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وآخر دعواتنا الحمد لله رب العالمين