فضائل معاوية رضي الله عنه

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾

أما بعد.. فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالة

عباد الله هل تعلمون من هو خال المؤمنين، وكاتب وحي رب العالمين، وأول ملوك الإسلام، وخيرهم قاطبة؟!

 إنه معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب القرشي الأموي الفقيه المصلح رضي الله عنه وأرضاه

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (اتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة، فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوة، وهو أول الملوك، كان ملكه ملكاً ورحمة، كما جاء في الحديث: «يكون الملك نبوة ورحمة، ثم تكون خلافة ورحمة، ثم يكون ملك ورحمة» وكان في ملكه من الرحمة والحلم ونفع المسلمين ما يُعلم أنه كان خيراً من مُلْك غيره) الفتاوى 4/478


أسلم معاوية وأبوه رضي الله عنهما يوم فتح مكة، وكان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع غيره من كتاب الوحي رضي الله عنهم، وما اتهمه النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، فكانت هذه الفضيلة من أعظم فضائله؛ لأنه لا يُختار لكتابة الوحي إلا الأمين، وأمَّره النبي صلى الله عليه وسلم كما أمَّر غيره، وجاهد معه في سبيل الله تعالى،


وولاه عمر رضي الله عنه إمارة الشام، وعمر رضي الله عنه من أخبر الناس بالرجال، فبقي بها حتى وفاة عثمان رضي الله عنه عشرين سنة. وكانت سيرته مع رعيته من خيار سير الولاة، وكان رعيته يحبونه، وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم» – منهاج السنة 6/247-


ولقد كان عهد معاوية رضي الله عنه عهد فتوح لكثير من البلاد، وكان يغزو الروم مرتين في العام، مرة في الشتاء ومرة في الصيف، وفُتح في عهده مدينةُ القسطنطينية، المعروفة اليوم باسطنبول، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور لهم» رواه البخاري، وكان ذلك الجيش بإمرة ابنه يزيد.


ومعاوية رضي الله عنه يُدعى خالُ المؤمنين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أخته أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما، فهي من أمهات المؤمنين، فكان أخوها معاوية رضي الله عنه خالَ المؤمنين في الفضل لا في النسب.

وصفه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بأنه فقيه، وعدَّه الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى من علماء الصحابة رضي الله عنهم، وكان معاوية رضي الله عنه متواضعاً كريماً حليماً، يضرب بحلمه المثل.


ويكفي في فضل معاوية رضي الله عنه أنه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، وكل واحد من الصحابة رضي الله عنهم، أفضل وأجل ممن جاء بعدهم كائناً من كان، ولما سئل عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟ قال: تراب في منخري معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خير وأفضل من عمر بن عبد العزيز.

عباد الله..

إن معاوية رضي الله عنه ناله الأذى الكثير، والطعن المشين، من قبل أهل البدع، ليتوصلوا بذلك إلى الطعن في غيره من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم،

 يقول الربيع بن نافع رحمه الله تعالى: (معاوية بن أبي سفيان ستر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه).

 فمن طعن فيه اتهم في الطعن على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أنهم يذكرون فضائل معاوية رضي الله عنه في كتب العقائد، مفارقة لأهل البدع الذين يطعنون فيه وينالون من عرضه،

فاللهم ارض عنه وعن الصحابة اجمعين واحشرنا في زمرتهم يا ارحم الراحمين


الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.. أما بعد،


فاتقوا الله معاشر المؤمنين، واعلموا أنه ما طُعن على أحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما طعن على معاوية رضي الله عنه، وقد تولى كبر ذلك الرافضة قبحهم الله، وهم أبعد الناس عن الصدق، وأقربُهم إلى الفرية والكذب،


ولهذا كانت كثير من روايات الطعن في معاوية رضي الله عنه من رواية الشيعة الرافضة، وتبع الرافضة في الطعن على معاوية رضي الله عنه بعض المعاصرين من الحزبيين وبعض من يدعي العلم للأسف الشديد

وهذا والله يدل على جهلهم بأصول أهل السنة والجماعة

فاحذروا منهم

واعلموا أنه لا إيمان إلا بمحبة الصحابة رضي الله عنهم فأحِبُّوهم وترضَّوا عنهم وبينوا للناس محاسنهم وفضائلهم

والله نسأل أن يثبتنا على الإسلام والسنة، وأن يعيذنا من الشرك والبدعة،


اللهم اعز الاسلام والمسلمين

‏وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين

اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين وولي عهده لما تحب وترضى وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يارب العالمين

اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين في كل مكان ‏وردنا وإياهم إلى دينك الحق ردا جميلا

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

‏ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وآخر دعواتنا الحمد لله رب العالمين