استغلال الاجازة ونجاح الحج


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره،

ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا

من يهده الله، فلا مضل له، ومن يضلل، فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾

أما بعد، فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالة


عباد الله: إن من نعم الله على عبده أن يمن عليه بنعمة الفراغ من الأشغال لأن الفراغ يمكن استغلاله وعمارته بالطاعات والقربات والمصالح الدينية والدنيوية التي يعوق عنها الشغل الذي لا بد منه.

ولكن نعمة الفراغ تفوت أرباحها على كثير من الناس كغيرها من النعم التي تفلت من اليد قبل أن تستغل الاستغلال الأمثل وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ) رواه البخاري.

ومن أوقات الفراغ ومواسمه أوقات الإجازات الرسمية، فهذا الفراغ سواء طالت الإجازة أو قصرت هو جزء من العمر الذي ستسأل عنه يوم القيامة كما قال صلى الله عليه وسلم «لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَا فَعَلَ بِهِ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ، وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ، فِيمَا أَبْلَاهُ» رواه الترمذي والدارمي واللفظ له وقال الترمذي حسن صحيح.


والأصل في الفراغ أن يعمر ويملأ بما ينفع كما قال تعالى (فإذا فرغت فانصب) “أي: إذا تفرغت من أشغالك، ولم يبق في قلبك ما يعوقه، فاجتهد في العبادة والدعاء”.

وها نحن في هذه الإجازة قد تخفف كثير منا ومن أبنائنا وبناتنا من انشغال الفكر والقلب والجسد بالأعمال الرسمية والدراسة النظامية فلنحرص غاية الحرص على ملأ هذا الفراغ بالنافع المفيد في أمر الدين والدنيا.


1-ومن ذلك الاجتهاد في نوافل الطاعات كصيام النافلة

 وقيام الليل الذي وعد الله أهله بالجزاء الخفي الذي تقر به أعينهم يوم القيامة،

 2-ومنها الاستكثار من تلاوة القرآن الكريم وحفظه ومراجعته،

3-ومنها شد الرحال إلى الحرمين الشريفين للصلاة وللعمرة فالعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما.

4-ومنها صلة الأرحام بزيارتهم والجلوس معهم والالتقاء بهم

5-ومنها زيارة الإخوان في الله تعالى طلباً لأجر الزيارة في الله

6-ومن الأعمال الطيبة التي يستغل بها الفراغ طلب العلم عند العلماء الراسخين والاستفادة منهم

7-ومن الأعمال الطيبة التي يستغل بها الفراغ الاجتهاد في بر الوالدين والقيام بخدمتهما ومن برهم زيارتهم والجلوس إليهم والحديث معهم وخدمتهم وإدخال السرور عليهم وقضاء حوائجهم.

8-ومن الأعمال الطيبة التي يستغل بها الفراغ في الإجازة تكثيف جلوس الآباء والأمهات مع أبنائهم وبناتهم فإننا في وقت قلّ فيه تواصل الأسرة في البيت الواحد. لأن عدم التواصل يولد الجفاء والوحشة بين الأسرة الواحدة حتى إنهم ربما إذا جلسوا جلسوا كالغرباء لا مودة ولا ألفة ولا انسجام، كما أنه قد يعرّض الأبناء والبنات للانحراف الأخلاقي والضعف الديني.

9-ومن الأعمال الطيبة التي يستغل بها الفراغ قراءة الكتب النافعة المفيدة السليمة من الانحرافات العقدية والأخلاقية.

10-ومن ذلك استغلال الاجازة في تعليم الاولاد والبنات الدورات النافعة في امور دينهم ودنياهم

والمقصود أيها الإخوة في الله أن نحرص على عمارة الوقت بما ينفع في أمر دين أو أمر دنيا حتى لا نخسر هذا الجزء الثمين من العمر.

بارك لله لي ولكم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين

الحمد لله الذي انجح موسم الحج وكبت اعداء الدين

أما بعد:

يا عباد الله يا أيها الآباء والأمهات

اتقوا الله واحذروا من الفراغ أن يملأ بما يغضب الله تعالى فإن بعض أبنائنا وبناتنا تذهب لياليهم في السهر وأيامهم في النوم مما يترتب عليه تضييعهم لركن الإسلام الأعظم بعد الشهادتين وهو الصلاة إما بتركها بالكلية وإما بترك الجماعة وإما بتأخيرها عن وقتها وما أسوء من كان هذا حاله فقد ذم الله هذا الصنف وتوعدهم فقال تعالى ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾


وبعضهم يقضي وقته في تصفح الانترنت بأنواعه مقرءوا ومسموعاً دون تمييز بين ما يضر وما ينفع مما يجرهم إلى خطر كبير يفسد عقائدهم حتى ربما أخرجهم من الإيمان إلى الكفر ومن اليقين إلى الشك. أو من السنة إلى البدعة، وربما جرهم إلى الانحراف الأخلاقي والعلاقات المحرمة والوقوع في الفواحش والزنا والسحاق وعمل قوم لوط والعياذ بالله


وربما جرهم إلى الإرهاب والتكفير واستحلال الدماء وربما جرهم الى اتباع أفكار اعداء الدين

فلا بد من التوجيه والإرشاد والتعليم والمتابعة والرقابة حتى لا تجرهم هذه الشبكة ووسائل التواصل إلى الهلاك والخسار في الدنيا والآخرة.


ومما تلام عليه كثير من الأسر تساهلها في الأخذ على يد نسائهم وبناتهم فكان من جراء ذلك كثرة مظاهر التبرج والسفور والخروج إلى الأسواق والمطاعم والمجامع العامة بكامل الزينة والعطر والفتنة.و هذا التساهل إنما يجر إلى الشر وغضب الله فلنحذر عباد الله من أسباب سخط الله وليقم كل منا بواجبه تواجه أسرته وأبنائه وبناته.


اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين من اليهود والنصارى والمنافقين

اللهم انج المستضعفين من المؤمنين وفي كل مكان

اللهم اجعل لهم فرجا ومخرجا


اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق أمامنا خادم الحرمين الشريفين وأولي عهده لما تحب وترضى اللهم أرزقهم البطالة الصالحة الناصحة اللهم انصر بهم دينك

واجزهم خير الجزاء على ما بذلوه ويبذلونه في خدمة الحجاج والمعتمرين


 ‏اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

‏ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة تي حسنة وقنا عذاب النار وآخر دعواتنا أن الحمد لله رب العالمين