فضل عشر ذي الحجة


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره،

ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا

من يهده الله، فلا مضل له، ومن يضلل، فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾

أما بعد، فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالة


عباد الله

أرأيتم فضل الجهاد في سبيل الله اقصد الجهاد الشرعي ‏الذي يكون تحت راية الإسلام وبإذن الإمام واجتمعت في الشروط الشرعية


هذا الجهاد الذي هو أفضل القربات، وأعظم الطاعات، وأفضل ما تقرب به المتقربون وتنافس فيه المتنافسون بعد الفرائض، وما ذاك إلا لما يترتب عليه من نصر المؤمنين وإعلاء كلمة الدين، وقمع الكافرين والمنافقين وتسهيل انتشار الدعوة الإسلامية بين العالمين، وإخراج العباد من الظلمات إلى النور، ونشر محاسن الإسلام وأحكامه العادلة بين الخلق أجمعين،


هذا الجهاد الذي قال فيه رسول الله ﷺ: «مثل المجاهد في سبيل الله -والله أعلم بمن يجاهد في سبيله- كمثل الصائم القائم، وتكفل الله للمجاهد في سبيله إن توفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالما مع أجر أو غنيمة» أخرجه مسلم


أرأيتم لو خرج هذا المجاهد في سبيل الله في جهاد شرعي وخرج بجميع ماله

ثم قُتل في سبيل الله وذهب كل ماله في سبيل الله

كيف سيكون عظيم أجره عند الله وما هو الفضل العظيم الذي حصله ؟!!!!!

هل تريدون أن يحصل لكم مثل أجره وفضله بعمل يسير وفضل عظيم ؟!!


يَقولُ النبيُ ﷺ «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأيَّامِ الْعَشْرِ، فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ».


وها أنتم يا عباد الله قد أدركتم أول أيام العشر

فهي أفضلُ أيامِ العامِ على الإطلاقِ،

فأروا الله من أنفسكم خيرا

ولا يفوتكم هذا الأجر العظيم

واعلموا أن التوفيق بيد الله

وأن الإعانة من الله

وأنه لا حول ولا قوة إلا بالله


فَمَنْ أمد الله في عمره وبلغه هذهِ الأيام الفاضِلة فليشكُرْ نِعْمةَ اللهِ عليهِ وليكثر من الدعاء بأن يوفقه الله لاغتنامها وليجتهد فِيها بِما يَطِيقُ من أنواعِ الطاعاتِ والقُرُبَاتِ.

من المحافظة على الصلاة في وقتها وبر للوالدين وصلة للأرحام وصيام هذه الأيام او ما تيسر منها والقيام وتلاوة القرآن وليرفع صوته بالتكبيرِ والتهلِيلِ والتحميدِ فإنها من شعائر الدين وكثرة الصدقة والإحسان وإفشاءِ السلامِ وإطعامِ الطعامِ والإصلاحِ بينَ الناسِ، والأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكَرِ. وغيرِهَا من الأعمال الصالحات


فاللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

ووفقنا لاغتنام هذه الاوقات الفاضلة يما يرضيك عنا

ولا تكلنا لأنفسنا طرفة عين

 


الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الصادق الأمين

عباد الله ‏

مَنْ أَرَادَ الْحَجَّ فَالْوَصِيَّةُ لَهُ بَعْدَ تَقْوَى اللهِ تَعَالَى: اَلْعَلَمُ بِأَحْكَامِ اَلْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ؛ وَمِنَ اَلْعِلْمِ: اَلْعَلَمُ بِإِرْشَادَاتِ اَلسَّلَامَةِ فِي اَلْحَجِّ، وَالَّتِي أَوْصَتْ بِهَا وَزَارَةُ الصِّحَّةِ فِيِ هَذِهِ الْبِلَادِ مِنْ تَجَنُّبِ اَلزِّحَامِ، وَعَدَمِ اَلتَّدَافُعِ، وَ تَجَنُّبِ تَسَلُّقِ اَلْمُرْتَفَعَاتِ، كَذَلِكَ أَوْصَتْ بِكَثْرَةِ شُرْبِ اَلْمِيَاهِ، وَحَمْلِ اَلْمَظَلَّةِ، وَارْتِدَاءِ اَلْكِمَامَةِ فِي اَلزِّحَامِ اَلشَّدِيدِ، وَكَذَلِكَ أَوْصَتْ بِاَلِاعْتِنَاءِ بِالنَّظَافَةِ اَلشَّخْصِيَّةِ كَنَظَافَةِ اَلْبَدَنِ وَالثِّيَابِ وَالْمَكَانِ؛ جَعْلُ اَللَّهِ حَجَّكُمْ مَبْرُورًا، وَسَعْيكُمْ مَشْكُورًا، وَذَنْبَكُمْ مَغْفُورًا.


اللهم احفظ الحجاج والمعتمرين ويسر لهم أداء مناسكهم آمنين


اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين.

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان وردنا واياهم الى دينك ردا جميلا يا ارحم الراحمين


اللهم أمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين وولي عهده لما تحب وترضى وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يارب العالمين


‏اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

‏ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة عيون واجعلنا للمتقين إماما