خطبة الاستسقاء

 

خطبة الاستسقاء

20/ 7/ 1445هـ


الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين. لا إله إلا الله، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد. لا إله إلا الله، الولي الحميد. لا إله إلا الله، الواسع المجيد، لا إله إلا الله، المؤمل لكشف كل كرب شديد. لا إله إلا الله، المرجو للإحسان، والإفضال والمزيد. لا إله إلا الله، لا راحم ولا نافع سواه للعبيد. لا إله إلا الله، ولا ملجأ منه إلا إليه، ولا مفر ولا محيد.

وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه واله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

عباد الله ‏ما نزل بلاء إلا بذنب ولا نزع إلا بتوبة فتوبوا إلى الله واستغفروه

 عباد الله إنكم شكوتم جدب دياركم، وتأخير المطر عن حروثكم وأشجاركم.

وإن هذا البلاء بسبب الذنوب والمعاصي

فالله الله بالتوبة والرجوع إلى الله وكثرة الاستغفار

وعليكم بالدعاء والالحاح على الله

 فإن الله أمركم بالدعاء ، ووعدكم بالإجابة ، قال عز وجل: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]، وقال تعالى: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾ [النمل: 62].

فادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة بقلب تائب خاضع منيب

قولوا: كما قال يونس عليه السلام: ﴿أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنبياء: 87].

وقولوا: كما قال الأبوان عليهما السلام: ﴿قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف: 23].

وكما قال موسى عليه السلام: ﴿رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [القصص: 16].

وأطيعوا ربكم بقوله: ﴿وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ * إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [هود:3-4].

وقولوا كما قال نوح عليه السلام: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً﴾ [نوح:10-12].

وكما قال هود عليه السلام: ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ﴾ [هود:52].

وكما قال شعيب عليه السلام: ﴿وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ﴾ [هود:90].

إخواني، توبوا إلى الله توبة صادقة، حافظوا على دينكم وتمسكوا بتوحيد ربكم وعقيدتكم حافظوا على الصلوات في المساجد، وادوا زكاة أموالكم وبروا آباءكم وأمهاتكم وصلوا ارحامكم و افعلوا ما أمركم به ربكم تفلحوا في الدنيا والاخرة

و احذروا من جميع المحرمات من  الشرك و النفاق والربا، والزنا، والظلم والمعازف والموبقات وجميع ما نهاكم عنه ربكم

وأنتن أيتها المسلمات، حافظوا على صلواتكن أطيعوا أزواجكن وآباءكن  ابتعدن عن المنكرات، وعن التبرج، ومخالطة الرجال الأجانب.

اللهم تب علينا لنتوب .. اللهم تب علينا لنتوب

اللهم ارزقنا التوبة النصوح

اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا،

‏اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعلْ ما أنزلتَ لنا قوتًا وبلاغًا إلى حين

 اللهم أغثنا، غيثاً مغيثاً، هنيئاً مريئاً، مجللا سحاء عاماً دائماً، نافعاً غير ضار، عاجلاً غير آجل.

اللهم تحيي به البلاد، وتغيث به العباد، وتجعله رحمة، للحاضر والباد.

اللهم سقيا رحمة، لا سقيا عذاب، ولا هدم، ولا بلاء، ولا غرق.

اللهم أنبت لنا الزرع، وأدرَّ لنا الضرع، وأنزل علينا من بركاتك، واجعل ما أنزلته علينا، قوة لنا على طاعتك، وبلاغاً إلى حين.

اللهم إنا خلق من خلقك، فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك، ﴿رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: من الآية 286].

عباد الله: إن نبيكم صلى الله عليه وسلم حينما استسقى قلب رداءه، واستقبل القبلة، ودعا ربه، وأطال الدعاء، فاقتدوا به، وألحوا في الدعاء، فإن الله يحب الملحين في الدعاء، اسألوه أن يغيث قلوبكم بالرجوع إليه، وبلدكم بإنزال الغيث عليه، وصلوا وسلموا على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.