فضل عشر ذي الحجة

إن الحمد لله…
واشهد ان لا اله الا الله …..
( يا ايها الذين امنوا 
اتقوا الله حق تقاته ‏ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )
أما بعد:، فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالة

عباد الله  أرأيتم فضل الجهاد  في سبيل الله اقصد الجهاد الشرعي ‏الذي يكون تحت راية الإسلام و بإذن الإمام واجتمعت فيه الشروط
هذا الجهاد الذي هو  أفضل القربات،و أعظم الطاعات، وأفضل ما تقرب به المتقربون وتنافس فيه المتنافسون بعد الفرائض، وما ذاك إلا لما يترتب عليه من نصر المؤمنين وإعلاء كلمة الدين، وقمع الكافرين والمنافقين وتسهيل انتشار الدعوة الإسلامية بين العالمين، وإخراج العباد من الظلمات إلى النور، ونشر محاسن الإسلام وأحكامه العادلة بين الخلق أجمعين، 

هذا الجهاد الذي قال فيه رسول الله ﷺ-: "مثل المجاهد في سبيل الله - والله أعلم بمن يجاهد في سبيله - كمثل الصائم القائم، وتكفل الله للمجاهد في سبيله إن توفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالما مع أجر أو غنيمة" أخرجه مسلم
و الذي قال فيه رسول الله ﷺ: "ما أغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار"
 رواه البخاري

أرأيتم لو خرج هذا المجاهد في سبيل الله في جهاد شرعي وخرج بجميع ماله 
ثم قُتل في سبيل الله  وذهب كل ماله في سبيل الله 
كيف سيكون عظيم أجره عند الله وما هو الفضل العظيم الذي حصله ؟!!!!!

هل تريدون أن يحصل لكم مثل أجره وفضله بعمل يسير وفضل عظيم ؟!!
يَقولُ النبيُﷺ (مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأيَّامِ الْعَشْرِ، فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ) 

وها أنتم يا عباد الله على أبواب أيام العشر من ذي الحجة فهي أفضلُ أيامِ العامِ على الإطلاقِ،  
فأروا الله من أنفسكم خيرا
ولا يفوتكم هذا الأجر العظيم 
واعلموا أن التوفيق بيد الله 
وأن الإعانة من الله 
وأنه لاحول ولاقوة إلا بالله

فَمَنْ أمد الله في عمره وبلغه هذهِ الأيام الفاضِلة فليشكُرْ نِعْمةَ اللهِ عليهِ وليكثر من الدعاء بأن يوفقه الله لاغتنامها وليجتهد فِيها بِما يَطِيقُ من أنواعِ الطاعاتِ والقُرُبَاتِ . ومن ذلك 
المحافظة على الصلاة وبر الوالدين   وصلة الأرحام  وصيام ما تيسر منها وقيام لياليها وكثرة تلاوة القرآن
والجهر بالتكبير والتهليل والتحميد وهي من الشعائر التي يحب الله إظهارها
والصدقة والإحسان وإفشاءِ السلامِ وإطعامِ الطعامِ والإصلاحِ بينَ الناسِ، والأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكَرِ. وغيرِهَا 

فاللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك 
ووفقنا لاغتنام هذه الاوقات الفاضلة يما يرضيك عنا 
ولا تكلنا لأنفسنا طرفة عين 

الخطبة الثانية :
الحمد لله  . . 
أما بعد، فاتقوا الله معاشر المؤمنين، واستقبلوا هذه العشر المباركة بالتوبة الصادقة من الذنوب، امتثالا لأمر الله تعالى في قوله: (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) ومن دخلت عليه العشر وهو يريد أن يضحي، فلا يأخذنّ من شعره ولا ظفره ولا بشرته شيئاً حتى يضحي لما روى مسلم عن أم سلمه رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمسَّ من شعره وبشره شيئاً" وفي لفظ لمسلم : " فلا يأخذن شعراً ولا يقلمن ظفراً ". وهذا الحكم يعم كل من أراد الأضحية، أما من يضحى عنه كأهل البيت الذين يشركهم المضحي معه في أضحيته ونحوهم فلا يلزمهم الإمساك عما ذُكر، إلا أن يكون لأحدهم أضحية يريد أن يضحي بها، وأما الوكيل عن صاحب الأضحية في شرائها وذبحها فلا يلزمه الإمساك عن شعره وظفره وبشرته

اللهم احفظ الحجاج والمعتمرين ويسر لهم أداء مناسكهم آمنين
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين.
اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان وردنا واياهم الى دينك ردا جميلا يا ارحم الراحمين 

اللهم أمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين وولي عهده لما تحب وترضى وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يارب العالمين

‏اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
‏ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة عيون واجعلنا للمتقين إماما