أسباب الثبات على الدين

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره،

ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا 

من يهده الله، فلا مضل له، ومن يضلل، فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}

أما بعد:، فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالة

عباد الله : قال عليه الصلاة والسلام "بَادِرُوا بالأعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا." 

الدين هو رأس المال، فلا عبرة بحياة العبد إن فقد دينه. ولأن الفتن في هذا الزمن أشد، والقبض على الدين كالقبض على الجمر.

فهل بحثت يوما عن وسائل الثبات على هذا الدين العظيم ؟

يا اخوتاه إن من أهم أسباب الثبات على الدين

الدعاء : فإن الأمر أمر الله سبحانه والخلق خلقه ، وإن شاء الله أضلك بعدله وإن شاء هداك برحمته وفضله.

فالأمر بيده والقلوب بين اصبيعن من أصابعه، ووالله لو اجتمعت الأمة على أن يهدو رجلا كتب الله عليه الضلال ما قدروا ، تأمل قوله تعالى:" وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ"

فالله هو من يثبت القلوب ، ومن تضرع إلى الله جل في علاه فلن يخيب الله امله ابداً ، وكان رسولنا صلى الله عليه وسلم وهو اتقى خلق الله عز وجل وقد غفر الله له ماتقدم من ذنبه وما تاخر يدعو ويكثر من هذا الدعاء " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك "

ومن أسباب الثبات على الدين

ثانيا : القرآن الكريم..

قال تعالى :" إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم "

فعلى العبد أن يلتمس الهداية من آيات القرآن، وأن يسعى لتدبره والعمل به والتأثر به، فكتاب الله من أعظم وسائل زيادة الإيمان قال تعالى " واذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه أيمانا # فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون " ، فحري على العبد ان يكثر من تلاوته وتدبره ، والابتعاد عن مايزاحمه من الملهيات .

ومنها ثالثا: قراءة سير النبيين وقصص المرسلين،،،قال تعالى  ( وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك)  فهم صفوة خلق الله، وهم الذين فضلهم الله على العالمين ، فترى في قصصهم وسيرتهم من الصبر والثبات امام الفتن العظيمة الشي الكثير  .!

ومنها رابعا : محاسبة النفس وتذكيرها بالبعث والوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى، ( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغدٍ واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون)

وهذا التذكر أكبر ما يعين على الثبات، فإن العبد كلما تذكر وقوفه بين يدي الله يوم القيامة سواء كان في طاعة او معصية فإن ذلك يعينه على اتقان الطاعة ونبذ المعصية.

 

ومنها خامسا: أن يتخذ الشيطان عدوا، وهو يأتيك من كل طريق ومن كل حدب وصوب قال الله تعالى ذاكرا توعد الشيطان  ( ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) ، ولكن الله اصطفى عباداً له لن يقدر الشيطان على اضلالهم قال تعالى :

( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) ، نسأل الله ان نكون منهم ، والاكثار من ذكر الله سبب لابتعاد الشيطان عنك وترك الذكر سبب لتسلط الشيطان عليك ،

ومنها السادس : اختيار الصحبة الصالحة، ولزومهم قال تعالى ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا )

وعليك أن تحذر من قرناء السوء ومن صاحب السوء ، فهو سبب لاضلالك

وعليك أن تحرص على من يدلك على عيوبك وينصحك إن وجد منك المعصية ،أما من يغشك ولا يهمه أمرك أحسنت أم اسأت فهذا ليس بصاحب ، فاختر بعناية من تصاحب .

ومنها سابعا : مجاهدة النفس على فرائض الإسلام قال تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )

ومن أعظم هذه الفرائض الصلاة، فإن الصلاة معونة ومزدجر  فكونها معونة قوله تعالى :( واستعينوا بالصبر والصلاة)

وكونها مزدجر قوله تعالى : ( ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)

ومنها ثامنا : التفقه في دين الله، فلن يستطيع العبد أن يعرف الحق الا بالتفقه بالدين. - والبعد عن كل شبهة .

فاللهم اصلح قلوبنا واعمالنا

اقول ما تسمعون …

 

الخطبة الثانية : الحمدلله ….

عباد الله

ذكر النبي عليه الصلاة والسلام الدجال ثم قال "فمن أدركَه منكمْ فليقرأْ عليه فواتح سورة الكهف، إنه خارجٌ خَلَّةً بين الشام والعراق، فعاث يمينا وعاث شمالا، يا عبادَ الله فاثبتوا".

 هكذا قالها -صلى الله عليه وسلم-، وهو الذي أُوتيَ جوامعَ الكلم، وإن دونَ فتنةِ الدجالِ فِتناً يموج الناس فيها ياعباد الله فاثبتوا

اللهم اهدنا الصراط المستقيم ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ‏وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

اللهم ‏يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك

اللهم أصلح ولاة أمرنا وولاة أمور المسلمين في كل مكان

اللهم اصلح احوالنا واحوال المسلمين في كل مكان ‏وردنا وإياهم إلى دينك ردا جميلا

‏اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وآخر دعواتنا الحمد لله رب العالمين