كيف تصلح قلوبنا

الخطبة الأولى :
إن الحمد لله،نحمده ونستعينه ونستغفره، 
ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا  
من يهده الله، فلا مضل له، ومن يضلل، فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، 
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}
أما بعد:، فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالة

يا عباد الله : قال رسولكم عليه الصلاة والسلام  «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ». متفق عليه.
إن صلاح القلب أعظم ما يجب أن يعتني به المسلم 
ولاسيما في شهر الخيرات والبركات .
فما أعظم ما يُصلح الله به القلوب ؟
إن أعظم ما يُصلح القلوب 
كلام علام الغيوب
﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾. 

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: لاَ تَنْثِرُوهُ نَثْرَ الدَّقْلِ وَلاَ تَهُدُّوهُ هَدَّ الشِّعْرِ، قِفُوا عِنْدَ عَجَائِبِهِ، وَحَرِّكُوا بِهِ الْقُلُوبَ، وَلاَ يَكُونُ هَمُّ أَحَدِكُمْ آخِرَ السُّورَةِ .
‏( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون)

  القرآن يا عباد الله هو كَلَامُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود
نزل به الروح الأمين على قلب أشرف المرسلين
، ‏﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ﴾،
وَهُوَ مُعْجِزَةُ الْدَّهْرِ،،‏ ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾.  

القرآن هو الْمَخْرَجُ مِنْ كُلِّ فِتْنَةٍ، وَالنَّجَاةُ مِنْ كُلِّ هَلَكَة، 
فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ؛ 
هُوَ حَبْلُ اللهِ الْمَتِينُ، وَنُوْرُهُ الْمُبِينُ؛ وَالْذِّكْرُ الْحَكِيمُ،

 ومن أراد الهداية فعليه بالقرآن ؛﴿قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾.

فإذا أردت صلاح قلبك فأكثر من  تِلَاوَةِ كِتَابِ اللهِ، وتَدَبُّرِهُ، وتَصْدِيْقِ أَخْبَارِهِ، وتَنْفِيْذَ أَحْكَامِهِ، 
فَهُوَ  شِفَاءٌ لِلْقُلُوبِ مِنَ الْأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ، وَعِلَاجٌ لِلنُّفُوسِ مِنَ الْأَمْرَاضِ وَالْآفَاتِ، 
وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ؛ ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾. 

فاللهم اجعل القرآن ربيع ‏قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا
برحمتك يا ارحم الراحمين

الخطبة الثانية : الحمدلله ..

عباد الله  إِنَّكم قد بلغتم التاسع من أيام شَهْرَكُمْ  
وعما قليل ينقضي  بما أودعنا فيه من العمل وحينئذ لا ينفع الندم فاحرصوا على استغلال ما تبقى منه 

واعلموا أن صلاح قلوبكم وأعمالكم بيد الله
وأنه لاحول ولاقوة إلا بالله 
فهو المعين والميسر ومنه القبول 
فأكثروا من الدعاء وألحوا على الله فيما بقي من هذه الأيام العظيمة أن يعينكم على ذكره وشكره وحسن عبادته 

حافظوا على صلاتكم 
احرصوا على قيام الليل  والتسبيح والتهليل والتكبير وكثرة الذكر   وقراءة القرآن 
واطعام الطعام والصدقات  ففيها صلاح القلوب

اللَّهُمَّ أَيْقِظْ قُلُوبَنَا مِنَ الْغَفَلاتِ، وَوَفِّقْنَا لاغْتِنَامِ الْأَوْقَاتِ بما يرضيك عنا يا ارحم الراحمين 

اللهم اعز الإسلام والمسلمين
وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين
‏اللهم احفظ علينا الأمن والإيمان

اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء
والربا والزنا والزلازل والمحن 
ما ظهر منها وما بطن عن بلادنا وسائر بلاد المسلمين

اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين وولي عهده لما تحب وترضى وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يارب العالمين 

اللهم اصلح احوالنا واحوال المسلمين في كل مكان ‏وردنا وإياهم إلى دينك ردا جميلا 

اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا 

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
‏ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وآخر دعواتنا الحمد لله رب العالمين