النزاهة والمحافظة على المال العام
إن الحمد لله…
وأشهد أن لا إله إلا الله …..
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾..
أما بعد: فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالة.
عباد الله أيها المسلمون . . لقد جاءت شريعة الإسلام الخالدة، بكل ما فيه صلاح العباد، ونهت عن كل شر وفساد، فقال سبحانه: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ فأرسل الله تعالى الرسل عليهم السلام، وأنزل الكتب؛ لإصلاح الناس بالتوحيد والطاعة لربهم جل وعلا، والنهيِ عن كل فساد في الأرض، ﴿وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا﴾.
ألا وإن أعظم أنواع الفساد و أخطره الشركُ بالله تعالى والكفرُ به مثل دعاء غير الله تعالى والاستهزاء بالدين وترك الصلاة وغيرها
قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾.
ومن أعظم أنواع الفساد الإحداث في الدين و البدع
مثل البناء على القبور وتعليق التمائم والحروز والاحتفال بمولد النبي عليه الصلاة والسلام وغيرها
قال نبينا صلى الله عليه وسلم: «وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة».
ومن أعظم أنواع الفساد التعدي على الأنفس بالقتل والضرب والظلم وغيرها ﴿مَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً﴾.
ومن أعظم أنواع الفساد التعدي على الأعراض مثل الزنا واللواط والقذف وغيرها، ﴿ وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً﴾.
ومن أعظم أنواع الفساد التعدي على العقل بشرب الخمر أو تعاطي المخدرات، أو الحشيش أو المفترات.
«كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وكُلُّ مُسْكِرٍ حَرامٌ، ومَن شَرِبَ الخَمْرَ في الدُّنْيا فَماتَ وهو يُدْمِنُها لَمْ يَتُبْ، لَمْ يَشْرَبْها في الآخِرَةِ».
ومن أعظم أنواع الفساد:
الفساد الأخلاقي وقلة الحياء ونشر الفواحش والمنكرات والمجاهرة بها وسوء الأدب والعقوق وقطيعة الأرحام وعدم الغيرة على المحارم
ومن أعظم أنواع الفساد التعدي على الأموال المحرمة: بالسرقة والغصب.
والتعدي على الأموال العامة: بالاختلاس والرشوة واستغلال المنصب في المصالح الشخصية وغير ذلك.
قال عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: لمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ أَقْبَلَ نَفَرٌ مِنْ صَحَابَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: فُلاَنٌ شَهِيدٌ, فُلاَنٌ شَهِيدٌ, حَتَّى مَرُّوا عَلَى رَجُلٍ فَقَالُوا: فُلاَنٌ شَهِيدٌ.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «كَلاَّ إِنِّي رَأَيْتُهُ فِي النَّارِ فِي بُرْدَةٍ غَلَّهَا أَوْ عَبَاءَةٍ», ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا ابْنَ الْخَطَّابِ اذْهَبْ فَنَادِ فِي النَّاسِ إِنَّهُ لاَ يَدْخُلُ الجنَّةَ إِلاَّ المُؤْمِنُونَ». قَالَ فَخَرَجْتُ فَنَادَيْتُ: «أَلاَ إِنَّهُ لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ إِلاَّ المُؤْمِنُونَ» أخرجه مسلم.
فاللهم اكفنا بحلالك عن حرامك وأغننا بفضلك عمن سواك
الخطبة الثانية
الحمد لله ….
عباد الله اتقوا الله وعظموه وراقبوه
واحذروا من جميع أنواع الفساد فإن الله عليم بالمفسدين ولا يحب المفسدين ولا يصلح عمل المفسدين فإياك إياك أن تتبع سبيلهم أو تشاركهم في فسادهم..
وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين..
فإن الله تعالى عذبهم بأنواع العقوبات..
فلا تأمنوا من مكر الله..
وعلى من رأى فسادا أو خللا في أخيه المسلم فليبذل له النصحَ, وليأمُرْه بالمعروف, وينهَهُ عن المنكر بالرفق والكلام الطيب، لا بالتشهير والتشفي والفضْحِ, ولا يتقصد إثارة الناس عليه, وإشاعة خطئه, والتشمت به, وليكن قصدُ الناصح رضا اللهِ والدارَ الآخرة.
فاللهم اجعلنا من الصالحين المصلحين وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين
اللهم اعز الإسلام والمسلمين
وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين
اللهم احفظ علينا الأمن والإيمان
اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين وولي عهده لما تحب وترضى وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يارب العالمين
اللهم احفظنا واحفظ شبابنا ونساءنا من كيد الكائدين ومكر الماكرين وإفساد المفسدين من المهربين والمروجين وغيرهم
اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء
والربا والزنا والزلازل والمحن
ما ظهر منها وما بطن عن بلادنا وسائر بلاد المسلمين
اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين في كل مكان وردنا وإياهم إلى دينك ردا جميلا
(ارفع يديك )
اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا
اللَّهمَّ أنتَ اللَّهُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ الغَنيُّ ونحنُ الفقراءُ أنزِلْ علينا الغيثَ واجعل ما أنزلتَ لَنا قُوَّةً وبلاغًا إلى حينٍ
اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وآخر دعواتنا الحمد لله رب العالمين
الخطيب : مشعل حمد الشامري
الدولة : السعودية
المدينة : الرياض
اسم الجامع : شيخ الإسلام ابن تيمية
تاريخ الخطبة : 15-05-1444
تاريخ الإضافة : 16-05-1444
تصنيف الخطبة : الخطب
- استغلال الاجازة ونجاح الحج
- أتاكم يوم عرفة
- فضل عشر ذي الحجة
- التوحيد في الحج
- حديث قدسي عظيم (يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي)
- حكم الحج وفضائله
- فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه
- نعمة التوحيد والأمن
- قصة سبأ
- وماذا بعد رمضان
- خطبة عيد الفطر 1445 (نعمة الإسلام والسنة)
- خطبة آخر جمعة من رمضان
- الزكاة
- فضل العشر الأواخر من رمضان
- آخر رجل من أهل الجنة
- شهر رجب
- شهر شعبان
- آداب التنزه والرحلات.
- هم الرزق
- دروس وعبر من قصة ابوسفيان وهرقل
- فتح تستر و صلاة الفجر
- خطبة الاستسقاء
- قسوة القلب
- استقبال رمضان
- أول رمضان
- أحكام متعلقة بالكفار ( تهنئتهم باعيادهم والتشبه بهم )
- خطر الشائعات
- موقف الصديق بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام
- خطبة النزاهة والأمانة والمحافظة على المال العام