خطورة الطلاق

إن الحمد لله…

وأشهد أن لا إله إلا الله …..

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾

أما بعد: فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالة

عباد الله:

كل يسعى إلى السعادة والطمأنينة والراحة، و الاستقرار وهدوء النفس والبال، وهذا كله لا يتحقق إلا بالإيمان بالله وحده، والتوكل عليه، وتفويض الأمور إليه، مع الأخذ بما وضَعَه من سنن، وشرَعَه من أسباب، وإن من أعظم ما يؤثِّر في ذلك بناء الأسرة واستقامتها على الحق. ولذلك شرع الله الزواج وأمر به وجعله من آياته الدالة على عظمته وكمال قدرته

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.

فأساس العلاقة الزوجية قائمة على الرحمة والمحبة والرأفة والتآلف

ولذلك كان أعظم ما يطلب ويُسأل عنه في الزوجين  الدين والخلق كما في الحديث «إذا أتاكم من ترضون دينه و خلقه فأنكحوه , إن لا تفعلوه تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير».

عباد الله : يجب الحرص على  الحفاظ على الأسرة المسلمة وعلى بقائها متحابة متماسكة بعيدة عن رياح التفكك والتفرق فإن الطلاق هو أحب شي للشيطان

قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا، قَالَ ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ، قَالَ: فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ» (رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

وهو أحب شيء للشيطان لأن كثرة وقوع  الطلاق والخلع سبب لانتشار الفواحش  وتشتت الأسر وتفرق الأولاد وفساد المجتمع

فلا ينبغي اللجوء إليه إلا إذا دعت إليه الحاجة الملحة  وصار البقاء على الحياة الزوجية فيه ضرر على الزوجين أو أحدهما أو كان لسبب شرعي كسوء الخلق أو سوء الدين بعد بذل الأسباب لتلافيه

عباد الله وفي هذا الزمان وللأسف الشديد فإن ظاهرة الطلاق والخلع تفشت وكثرت بشكل خطير وملفت للنظر وهذا والله  يؤدي إلى خطر عظيم على الفرد والمجتمع

 ألا وإن من أعظم أسباب انتشار الطلاق والخلع :-

1- البعد عن الله وكثرة الذنوب والمعاصي فإن المعاصي تزيل النعم، ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ﴾

2- ومنها جهل كثير من الأزواج والزوجات بحقوق الآخر  فعلى الزوج أن يكون حسن الخلق مع أهله، طيب المعاشرة، قد أدى الحقوق لها، لا يظلمها، ولا يحقرها، ولا يؤذيها بغير حق. وغير ذلك من الحقوق.

وكذلك الزوجة:

عليها أن تسمع، وتطيع لزوجها في المعروف، ولا تدخل في بيته إلا من يرضى به، ولا تصوم نافلة وهو حاضر إلا بإذنه، ولا تخرج إلا بإذنه، وغير ذلك من الحقوق.

3-ومن أعظم أسباب انتشار الطلاق والخلع خطر حزب النسويات وما يبثونه في أوساط النساء من  التخبيب، وحثها على طلب الطلاق والخلع، ‏وإظهار شعارات الحرية والمساواة والذكورية، ويحاربون القوامةُ التي شرعها الله للرجال، كل هذا ‏لتخبيب الزوجة على زوجها وأبيها وأخيها  ولنشر الفساد في المجتمع.

4- ‏ومنها متابعة المشاهير  ‏في وسائل التواصل الاجتماعي حيث أنهم يظهرون حالات تبين سفراتهم وأكلاتهم والمطاعم وغيرها مما يجعل الزوجة تزهد في حياتها و تكثر من الطلبات التي قد يعجز عنها الزوج وهذا يؤدي هذا إلى بداية المشاكل بين الزوجين التي تؤدي بدورها إلى الطلاق.

5- ومنها أن كلا من الزوجين يطلب الكمال في الآخر ولا يرضى بالنقص والتقصير ‏الطرف الآخر الذي هو من عادة البشر

6- كَذَلِكَ كَثْرَةُ تَذَمُّرِ الزَّوْجَيْنِ مِنْ اِنْشِغَالِ كُلِّ طَرَفٍ بهَذِهِ الأَجْهِزَةِ عَنِ الطَّرَفِ الآخَرِ. فإن هَذِهِ الأَجْهِزَةُ الحَدِيثَةُ قد حَوَتْ شَرًّا كثيرا فِي زَرْعِ الشَّكِّ بَيْنَ بَعْضِ الأَزْوَاجِ، وَنَشَرِ الرَّيْبَةِ.

7-‏ ‏ومن الأسباب كذلك أن المرأة تطلب الطلاق لمجرد أن زوجها تزوج عليها ولا شك أن هذا من شرع الله ‏قال تعالى ﴿فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً﴾ فالواجب على المرأة الرضا بشرع الله والصبر على ذلك.

‏ ‏ومن الأسباب كذلك إن بعض الرجال إذا تزوج على زوجته لا يعدل بينهم.

‏اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر.

 

الخطبة الثانية:

الحمدلله ..

أما بعد فاتقوا الله عباد الله، ‏وأطيعوه وعظموه وراقبوه...

عباد الله

‏قال الله عز وجل ﴿وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي المَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً﴾.

‏وقال الله عز وجل: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾.

‏فالواجب على الرجال أن يحفظ هذه الأسر و أن يقوموا بحق الله عز وجل وأن يؤدوا حق الزوجة و أن لا يقدموا على الطلاق حتى ‏يبذلوا ‏جميع أسباب الإصلاح ‏فإن الله جعل العصمة في يده.

‏والواجب على المرأة أن تقوم بحق الزوج ‏وأن لا تقدم على طلب الطلاق أو الخلع إلا بسبب شرعي ‏بعد بذل جميع أسباب الإصلاح ‏حفاظا على كيان الأسرة وحفاظا  على المجتمع.

عباد الله وقد جاء التوجيه ببذل أسباب الصحة من أخذ لقاح الانفلونزا الموسمية..

اللهم اعز الإسلام والمسلمين

‏وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين

‏اللهم احفظ علينا الأمن والإيمان

اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين وولي عهده لما تحب وترضى وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يارب العالمين

اللهم احفظنا واحفظ شبابنا ونساءنا من كيد الكائدين ومكر الماكرين وإفساد المفسدين

اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء

والربا والزنا والزلازل والمحن

ما ظهر منها وما بطن عن بلادنا وسائر بلاد المسلمين

اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين في كل مكان ‏وردنا وإياهم إلى دينك ردا جميلا

(ارفع يديك )

اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا 

اللَّهمَّ أنتَ اللَّهُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ الغَنيُّ ونحنُ الفقراءُ أنزِلْ علينا الغيثَ واجعل ما أنزلتَ لَنا قُوَّةً وبلاغًا إلى حينٍ

اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين

‏اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

‏ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وآخر دعواتنا الحمد لله رب العالمين