هل تعرف ربك؟

إن الحمد لله…

وأشهد أن لا إله إلا الله …..

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾

أما بعد: فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالة

عباد الله إن أول سؤال ستُسأل عنه في قبرك: من ربك؟

فهل عرفت ربك حق المعرفة 

إنه الله جل جلاله وتقدست أسماؤه العظيمُ الكاملُ في ذاته وصفاته وأفعاله، لا شريكَ له فيها،  خلقَ فسوَّى وأحسنَ كلَّ شيءٍ خلقَه ثم هدى وهو الخلاَّقُ العليم، ﴿أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾.

هو الملِكُ والمُلكُ له، ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِير﴾، انفردَ بتدبير شُؤون خلقِه ومُلكِه، فالأمرُ كلُّه بيدِه وحدَه، ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ﴾، يأمرُ وينهَى، ويخلُقُ ويرزُقُ، ويُعطِي ويمنَعُ، ويخفِضُ ويرفَعُ، ويُعزُّ ويُذلُّ، ويُحيِي ويُميت ، جميعُ الخلق تحت قهره ومشيئته، وقلوبُ العباد ونواصِيهم بيدِه، أوامرُه مُتعاقبة، ومشيئتُه نافِذة، لا تتحرَّك ذرَّة في الكون إلا بإذنه، فما شاءَ كانَ، وما لم يشَأ لم يكُن، يخلقُ ما يشاءُ، ويفعلُ ما يُريد، وكان أمرُه قدرًا مقدُورًا. لا مانِع لما أعطَى، ولا مُعطِيَ لما منَع، ولا مُعقِّبَ لحُكمه، ولا رادَّ لقضائِه، ولا دافعَ لمُراده، ولا مُبدِّل لكلماته. ﴿لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾.

وعلمُه تعالى وسِعَ كلَّ شيءٍ، ويعلمُ ما في البرِّ والبحر وما تسقطُ من ورقةٍ إلا يعلمُها، ومفاتِحُ الغيب لا يعلمُها إلا هو، سمعُه وسِع الأصوات، فلا تختلفُ عليه ولا تشتبِه. ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا﴾، وبصرُه أحاطَ بجميع المرئيَّات، فأفعالُ العباد في ظُلمة الليل لا تخفَى عليه..

ولأن الخلقَ خلقُه فالحُكمُ له وحدَه، قال -سبحانه-: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ﴾، وأحكامُه وحدودُه وتشريعاتُه خيرُ الأحكام، ولا أحسنَ منه حُكمًا وهو خيرُ الحاكِمين، يحكمُ ولا مُعقِّبَ لحُكمه، ولا يظلِمُ ربُّك أحدًا. أرحمُ الراحمين، أرحمُ من الوالِدة بولدِها، رحمتُه وسِعَت كلَّ شيءٍ، له - سبحانه - مائةُ رحمةٍ، أنزلَ واحدةً يتراحَمُ الخلقُ فيما بينهم، وأمسكَ عنده تسعةً وتسعين جُزءًا.

أكرم الأكرمين ، يُحبُّ الإحسانَ والعطاءَ لخلقه، فضلُه عظيمٌ، وخزائنُه لا تنفَد، ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾، وتكفَّل - سبحانه - برِزقِ كلِّ مخلُوقٍ من الإنسِ والجنِّ، مُسلِمهم وكافِرهم، ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾ وعطاؤُه بلا منٍّ، وهو خيرُ الرازقين.

فسبحان من بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون

أقول ما تسمعون …

 

الخطبة الثانية

الحمدلله …..

عباد الله من عرف الله حق المعرفة تعلق قليه به محبة وتعظيما وخوفا ورجاءً، و تذللا وخضوعا، وقام بحقه أعظم قيام، فلا يدعو إلا الله، ولا يصلي إلا له، ولا يتوكل إلا عليه، ولا يرجو غيره، فإنه الرب العظيم الخالق الرزاق المستحق للعبادة وحده لا شريك له.

﴿رَبُّ السَّمٰوٰتِ وَالأَرضِ وَما بَينَهُما فَاعبُدهُ وَاصطَبِر لِعِبٰدَتِهِ هَل تَعلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾.

فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

اللهم اعز الإسلام والمسلمين

‏وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين

‏اللهم احفظ علينا الأمن والإيمان

اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين وولي عهده لما تحب وترضى وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين

اللهم احفظنا واحفظ شبابنا ونساءنا من كيد الكائدين ومكر الماكرين وإفساد المفسدين

اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء

والربا والزنا والزلازل والمحن

ما ظهر منها وما بطن عن بلادنا وسائر بلاد المسلمين

اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين في كل مكان ‏وردنا وإياهم إلى دينك ردا جميلا

(ارفع يديك)

اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا 

اللَّهمَّ أنتَ اللَّهُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ الغَنيُّ ونحنُ الفقراءُ أنزِلْ علينا الغيثَ واجعل ما أنزلتَ لَنا قُوَّةً وبلاغًا إلى حينٍ..

اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين

‏اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

‏ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وآخر دعواتنا الحمد لله رب العالمين.