النظافة

إن الحمد لله…

وأشهد أن لا إله إلا الله …..

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾..

أما بعد: فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالة

عباد الله .. الإِسْلاَمُ دِينَ الطَّهَارَةِ وَالنَّظَافَةِ بِأَشْمَلِ مَعَانِيهَا، حَيْثُ حَرَصَ عَلَى نَظَافَةِ الْعَقِيدَةِ مِنَ الشِّرْكِيَّاتِ والبدع بِأَنْوَاعِهَا، وَنَظَافَةِ الأَخْلاَقِ مِنَ الْفَوَاحِشِ وَالرَّذَائِلِ بِأَشْكَالِهَا، وَنَظَافَةِ اللِّسَانِ مِنَ الْفُحْشِ وَالشَّتْمِ، وَنَظَافَةِ الْبَدَنِ وَالثِّيَابِ مِنَ الأَوْسَاخِ وَالأَقْذَارِ، إِضَافَةً إِلَى الْحِرْصِ عَلَى نَظَافَةِ الْبَيْتِ وَالْمَسْجِدِ وَالطَّرِيق.

فَجَعَلَ أعظم الذنوب الشِّرْكِ الَّذِي لاَ يُغْفَرُ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾.

وَجَعَلَ مِنَ سِمَاتِ الْمُسْلِمِ السَّلاَمَةَ مِنْ سَيِّئ الأَخْلاَقِ فِي الأَقْوَالِ وَالأَعْمَالِ؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلاَ اللَّعَّانِ وَلَا الْفَاحِشِ وَلَا الْبَذِيءِ».

وَجَعَلَ مِنْ نَظَافَةِ الْبَدَنِ وَالثِّيَابِ مِنَ الأَوْسَاخِ وَالأَقْذَارِ سَبَبًا لِمَحَبَّةِ اللهِ تَعَالَى؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾، وَأَثْنَى جَلَّ وَعَلاَ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدِ قُبَاءَ فَقَالَ: ﴿فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾.

وإن من صفات الله الجمال: جمال الذات، وجمال الصفات، وجمال الأفعال، وجمال الأسماء، قال صلى الله عليه وسلم: «إنِّ اَلله َجِّميٌل يِّحُّب اْلَجَماَل» رواه مسلم.

وَنَدَبَ إِلَى لُبْسِ أَفْضَل الثِّيَابِ عِنْدَ الذَّهَابِ إِلَى الْمَسْجِدِ، حَيْثُ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿يَا بَني آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ﴾، وَحَذَّرَ مِنْ أَذِيَّةِ الْمُصَلِّينَ فِي مَسَاجِدِهِمْ بِثُومٍ أَوْ بَصَلٍ أَوْ غَيْرِهِ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا، فَلْيَعْتَزِلْنَا، أَوْ قَالَ: فَلْيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا، وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ».

وجعل إماطة الأذى من الإيمان، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ -أَوْ: بِضْعٌ وَسِتُّونَ-شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ»، وَتَأَمَّلُوا أَثَرَ مَنْ أَزَالَ شَيْئًا مِمَّا يُؤْذِي النَّاسَ فِي طُرُقَاتِهِمْ، وَأَخْلَصَ فِي ذَلِكَ للهِ تَعَالى؛ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ».

وَمَعَ أَنَّ فِي إِمَاطَةَ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ أَجْرٌ وَثَوَابٌ، فَإِنَّ أَذَى النَّاسِ أَمَامَ بُيُوتِهِمْ أَوْ فِي طُرُقَاتِهِمْ وَأَمَاكِنِهِمُ الْعَامَّةِ فِيهِ وِزْرٌ وَعِقَابٌ، فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ» قَالُوا: وَمَا اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ فِي ظِلِّهِمْ»

بارك الله لي ولكم …

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله…

إن من المعلوم أن الإسلام لا يدانيه دين، فهو بين تشدد اليهود وجفاء النصارى. أما اليهود: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كان بنو إسرائيل إذا أصاب ثوب أحدهم البول، قرضه بالمقراض» رواه الحاكم.

فمن تشددهم يرون أن الماء لا يكفي لإزالة النجاسة حتى يقطع الثوب بنجاسته. أما النصارى فلا تكاد تجد في دينهم وجوبَ الغسل من الحيض، أو وجوب التطهر مما خرج عن السبيلين، فلذا وِّجد من القساوسة من لم يغتسل في حياته كلها

فالحمد لله على نعمة الإسلام..

اللهم اعز الإسلام والمسلمين..

اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين وولي عهده لما تحب وترضى، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين