فضل عشر ذي الحجة (2)

إن الحمد لله

وأشهد أن لا إله إلا الله ..

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ

أما بعد، فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالة..

عباد الله

أرأيتم فضل الجهاد  في سبيل الله اقصد الجهاد الشرعي ‏الذي يكون تحت راية الإسلام و بإذن الإمام واجتمعت في الشروط

هذا الجهاد الذي هو  أفضل القربات، وأعظم الطاعات، وأفضل ما تقرب به المتقربون وتنافس فيه المتنافسون بعد الفرائض، وما ذاك إلا لما يترتب عليه من نصر المؤمنين وإعلاء كلمة الدين، وقمع الكافرين والمنافقين وتسهيل انتشار الدعوة الإسلامية بين العالمين، وإخراج العباد من الظلمات إلى النور، ونشر محاسن الإسلام وأحكامه العادلة بين الخلق أجمعين.

هذا الجهاد الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المجاهد في سبيل الله - والله أعلم بمن يجاهد في سبيله - كمثل الصائم القائم، وتكفل الله للمجاهد في سبيله إن توفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالما مع أجر أو غنيمة» أخرجه مسلم.

و الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار» رواه البخاري.

والذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مكلوم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة وكَلْمه يدمي اللون لون الدم والريح ريح المسك» متفق عليه.

أرأيتم لو خرج هذا المجاهد في سبيل الله في جهاد شرعي وخرج بجميع ماله، ثم قُتل في سبيل الله  وذهب كل ماله في سبيل الله، كيف سيكون عظيم أجره عند الله وما هو الفضل العظيم الذي حصله ؟!!!!!

هل تريدون أن يحصل لكم مثل أجره وفضله بعمل يسير وفضل عظيم ؟!!

يَقولُ النبيُ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأيَّامِ الْعَشْرِ، فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ».

وها أنتم يا عباد الله قد أدركتم ثاني أيام العشر، فهي أفضلُ أيامِ العامِ على الإطلاقِ، فأروا الله من أنفسكم خيرا، ولا يفوتكم هذا الأجر العظيم، واعلموا أن التوفيق بيد الله، وأن الإعانة من الله، وأنه لاحول ولاقوة إلا بالله.

فَمَنْ أمد الله في عمره وبلغه هذهِ الأيام الفاضِلة فليشكُرْ نِعْمةَ اللهِ عليهِ وليكثر من الدعاء بأن يوفقه الله لاغتنامها وليجتهد فِيها بِما يَطِيقُ من أنواعِ الطاعاتِ والقُرُبَاتِ. 

من صلاة وبر للوالدين  وصلة للأرحام وصيام وقيام وتلاوة للقرآن والتكبيرِ والتهلِيلِ والتحميدِ والصدقة والإحسان وإفشاءِ السلامِ وإطعامِ الطعامِ والإصلاحِ بينَ الناسِ، والأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكَرِ، وغيرِهَا..

فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، ووفقنا لاغتنام هذه الأوقات الفاضلة يما يرضيك عنا، ولا تكلنا لأنفسنا طرفة عين..

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله...

عباد الله ومِنَ الأعْمَالِ الصالِحَةِ الُمستَحَبَةِ في هذهِ العَشْرِ صيامُ يومِ عَرَفَةَ لقولهِ صلى الله عليه وسلم: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ».

والجهر بالتكبير والتهليل والتحميد وهي من الشعائر التي يحب الله إظهارها..

فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ، واجتهدوا في الأعمالِ الصالحةِ، واغتَنِمُوا العمرَ قبلَ فَوَاتِهِ، واستَغِلُوا الموَاسِمَ الفَاضِلَةَ، فإنَّ أحدَنَا لا يدْرِي أيدرِكُهَا بعدَ عَامِهِ هذا أم لا؟

وَصِيَّةٌ أَخِيرَةٌ لِمَنْ أَرَادَ الْحَجَّ  فِي هَذَا الْعَامِ: بِالْوِقَايَةِ مِنْ ضَرَبَاتِ الشَّمْسِ بِمَا يَسَّرَ اللهُ مَنْ مِظَلَّاتٍ شَمْسِيَّةٍ وَنَحْوِهَا، لِشِدَّةِ الْحَرِّ فِي هَذِهِ الْأيَّامِ، وَتَرْكُ الْخُرُوجِ وَقْتَ الظَّهِيرَةِ إِلَّا لِلضَّرُورَةِ، لأَنَّ حِفْظَ النَّفْسِ مِنَ الضَّرُورَاتِ الَّتِي حَرِصَ عَلَيْهَا الْإِسْلَامَ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : ‏﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾.

فاللهم احفظ الحجاج والمعتمرين ويسر لهم أداء مناسكهم آمنين

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان وردنا وإياهم إلى دينك ردا جميلا يا ارحم الراحمين.

اللهم أمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين وولي عهده لما تحب وترضى وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يارب العالمين

‏اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة عيون واجعلنا للمتقين إماما.