فضل الصدقة

إن الحمد لله ....

عباد الله إن من أفضل الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى ربه الصدقة، قال سبحانه: ﴿قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ﴾.

1- والصدقة أجرها يضاعف أضعافًا كثيرة، قال الله تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾.

2- والصدقة دليلٌ على صدق العبد وإيمانه كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «والصدقة برهان» [رواه مسلم].

3- والصدقة وقاية من النار كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «فاتقوا النّار، ولو بشق تمرة».

4- والصدقة تنمي المال وتزيده ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما نقصت صدقة من مال».

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «قال الله تعالى : يا ابن آدم أنفق أُنفق عليك».

5- والصدقة الخفية لها فضل عظيم قال النبي صلى الله عليه وسلم «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وذكر منهم : رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه».

6- والصدقة من أسباب دعاء الملائكة للمتصدق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفاً».

وكان العطاء والصدقة أحب شيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان سروره وفرحه بما يعطيه؛ أعظم من سرور الآخذ بما يأخذه، وكان أجود الناس بالخير، يمينه كالريح المرسلة، وكان إذا عرض له محتاج آثره على نفسه، تارة بطعامه، وتارة بلباسه، وكان صلى الله عليه وسلم يأمر بالصدقة ويحث عليها ويدعو إليها بأفعاله وأقواله، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم أشرح الخلق صدراً، وأطيبهم نفسا، وأنعمهم قلبا، فإن للصدقة وفعل المعروف تأثيرا عجيبا في انشراح الصدر ..

اللهم اجعلنا ممن ينفقون ابتغاء وجهك ..

أقول ما تسمعون

الخطبة الثانية:

الحمد لله ...

عباد الله ومع دخول وقت الشتاء تلمسوا حاجة إخوانكم

فقد يكون قريبك أو جارك في حاجة عظيمة بل قد يكون مستحقا للزكاة وأنت غافل عنه تبحث عن غيره

والأقربون أولى بالمعروف، قال النبي صلى الله عليه وسلم «الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم ثنتان صدقة وصلة».

وينبغي أن يستصغر المتصدق العطية ولايمن بها، فإنه إذا استعظمها أعجب بها فيحبط أجرها ويضيع عليه ثواب عمله.

 و أن ينفق المؤمن من خير ماله وأطيبه وأحبه إليه قال تعالى ﴿لَن تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾

وأن يقدم الأتقياء وطلبة العلم على غيرهم فيعينهم على الطاعة وطلب العلم النافع فيكون مشاركا لهم في أعمالهم الصالحة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «من جهز غازيا فقد غزا».

ومن ذلك ان يبحث عن أهل التعفف عن السؤال وعن الذين حبسهم مرض أو سبب عن التكسب

وإذا كان الإنسان لا يعرف المحتاجين بنفسه فليقم بإيصالها للجهات المأمونة كمنصة إحسان وفرجت وغيرها ممن تأمنون وصول تبرعاتكم لمستحقيها

اللهم أعز الاسلام...