الرد على الملحدين

إن الحمد لله ..

أما بعدُ، فإن خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وشرَّ الأمورِ محدثاتُها وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ.

عباد الله ‏إن الله عز وجل أقام الأدلة والبراهين  القاطعة الدالة على وجوده ووحدانيته وعظمته وربوبيته وإلهيته، إقامة لأصل الدين، وردا على الملحدين والمشككين، الذين ينكرون وجود الله ويشككون في ذلك   وهم يسعون في هذا الزمان سعيا حثيثا في بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر عقيدتهم بين شباب المسلمين

فمن الأدلة والبراهين القاطعة الباهرة الدالة على وجوده ووحدانيته :

1- الأدلة الشرعية في توحيد الربوبية  وأنه  سبحانه هو  الخالق الرازق العظيم  المدبر المتصرف في الكون مالك الملك أحكم الحاكمين، لا رب سواه  ولا إله غيره، قال تعالى ﴿اللَّهُ خٰلِقُ كُلِّ شَيءٍ ۖ وَهُوَ عَلىٰ كُلِّ شَيءٍ وَكيلٌ﴾.

وقال سبحانه ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذى خَلَقَ السَّمٰوٰتِ وَالأَرضَ فى سِتَّةِ أَيّامٍ ثُمَّ استَوىٰ عَلَى العَرشِ يُغشِى الَّيلَ النَّهارَ يَطلُبُهُ حَثيثًا وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجومَ مُسَخَّرٰتٍ بِأَمرِهِ ۗ أَلا لَهُ الخَلقُ وَالأَمرُ ۗ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ العٰلَمينَ﴾.

‏2- ومن الأدلة والبراهين كذلك دليل الفطرة قال صلى الله عليه وسلم «ما مِن مَوْلُودٍ إلَّا يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ، فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أوْ يُنَصِّرَانِهِ، أوْ يُمَجِّسَانِهِ».

وفي هذا دليل على أنه سبحانه خَلَق الإنسانَ في أحسَنِ تَقويمٍ، على الفِطْرةِ النَّقيَّةِ الخاليةِ مِن شَوائبِ الكُفرِ، فالملحد والمشكك إنما يخالف ويناقض أصل خلقته التي خلقه الله عليها، فإن الله عز وجل خلق الخلق وفطرهم  على وحدانيته.

‏3- ومن البراهين الدالة على وجوده ووحدانيته الأدلة ‏الحسية، ومنها  إجابة الله  للدعاء فإنه أمر محسوس مشاهد وقع لك ولغيرك، قال تعالى ﴿أَمَّن يُجيبُ المُضطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكشِفُ السّوءَ وَيَجعَلُكُم خُلَفاءَ الأَرضِ ۗ أَءِلٰهٌ مَعَ اللَّهِ ۚ قَليلًا ما تَذَكَّرونَ﴾.

فإن إجابة الله للدعاء دليل وبرهان على وجوده وعظمته ووحدانيته، ومن ذلك أيضاً : معجزات الأنبياء، فما من نبي أرسله الله إلا وأيده بالمعجزات الظاهرة الحسية، المشاهدة التي يعجز الناس عن الاتيان بمثلها  تأييدا وتصديقا  لدعوته إلى التوحيد...

بارك الله لي ولكم ..

 

الخطبة الثانية:

الحمدلله

4- ومن البراهين الدالة على وجود الله ووحدانيته الأدلة العقلية :

ومن ذلك أن لكل حادث محدث، فكما أن لكل صنعه صانع، فكذلك  الخلق دليل على وجود الخالق سبحانه، قال تعالى ﴿أَم خُلِقوا مِن غَيرِ شَيءٍ أَم هُمُ الخٰلِقونَ * أَم خَلَقُوا السَّمٰوٰتِ وَالأَرضَ بَل لا يوقِنونَ﴾.

ولا يعقل مخلوق بغير خالق ولا معدوم يخلق فلابد من خالق هو الله الواحد فلم لا يوحدونه

ومن البراهين العقلية أيضاً: إتقان الخلق ودقته وإحكامه، وانتظام امر العالم العلوي والسفلي فإنه من أعظم البراهين على وجود من أتقنه وأحكمه ونظمه   قال تعالى ﴿وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ﴾.

فإن العبد لو تأمل في أصل خلقته وتكوينه والمراحل التي تنقل فيها أيقن أن هذا لا يكون إلا من  خالق عظيم  قوي قدير، ﴿وَلَقَد خَلَقنَا الإِنسٰنَ مِن سُلٰلَةٍ مِن طينٍ * ثُمَّ جَعَلنٰهُ نُطفَةً فى قَرارٍ مَكينٍ * ثُمَّ خَلَقنَا النُّطفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقنَا العَلَقَةَ مُضغَةً فَخَلَقنَا المُضغَةَ عِظٰمًا فَكَسَونَا العِظٰمَ لَحمًا ثُمَّ أَنشَأنٰهُ خَلقًا ءاخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحسَنُ الخٰلِقينَ﴾.‏

‏فإذا كانت هذه العظمة  في خلق الإنسان فكيف بالأجرام السماوية والمخلوقات العظيمة

قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الأَلْبَابِ﴾، فتأمل عظمة خلق السموات والأرض وتأمل انتظام الليل والنهار وتعاقبهما  في انتظام بديع، و تأمل جريان  الشمس والقمر  والنجوم والأفلاك في غاية الدقة والإحكام فهل يكون هذا إلا من لدن حكيم خبير قوي قدير، لا رب سواه ولا إله غيره.

فاللهم أحيينا على الإسلام والسنة، وأمتنا عليها، ولاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا، اللهم أعز الإسلام والمسلمين...