ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن

إن الحمد لله

أما بعد،

يا عباد الله إن ربكم أرحم الراحمين وأحكم الحاكمين قد أمر المرأة وأوجب عليها الحجاب الشرعي الكامل الساتر و أمرها بتغطية وجهها عن الرجال الأجانب، وحرم عليها التبرج والسفور ، حفظاً وصيانة لها وسداً لأبواب الشر والفساد والجرائم  وحرصاً على طهارة قلبها وقلوب الرجال، ومنعاً من الافتتان بها

1-قال تعالى : ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ الآية، و الخمار ما تغطي به المرأة رأسها وصدرها ووجهها.

2-وقال سبحانه : ﴿يأَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لاَِزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: «أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة» وتفسير الصحابي حجة.

والجلباب هو: اللباس الواسع الذي يغطي جميع البدن ويغطي لباسها وزينتها ، وهو الذي يسمى بالعباءة، قالت أم سلمة رضي الله عنها لما نزلت هذه الآية: «خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها»

3- وقال سبحانه ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ

ثبت من حديث أنس في صحيح البخاري أن عمر بن الخطاب قال: يا رسول الله ! يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله آية الحجاب. ولما نزلت حجب النبي نساءه عن الرجال الأجانب، وحجب المسلمون نساءهم عن الرجال.

﴿ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ فإذا كان أطهر لقلوب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فغيرهن أشد حاجة؛ لأن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أتقى لله وأكمل إيماناً ممن بعدهن.

4-عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان الركبان يمرون بنا ونحن محرمات مع الرسول صلى الله عليه وسلّم، فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها على وجهها من رأسها. فإذا جاوزونا كشفناه» ، رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه.

5- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالَتْ: "يَرْحَمُ اللَّهُ نِسَاءَ المُهَاجِرَاتِ الأُوَلَ؛ لَمَّا أنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ [النور: 31]، شَقَّقْنَ مُرُوطَهُنَّ فَاخْتَمَرْنَ بهَا".

أي: اسْتَخْدَمْنَها لغِطاءِ رُؤوسِهنَّ ووُجوهِهنَّ وسَتْرِ ما أمَرَ اللهُ به..

6-: ﴿وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ [النور:31].

وهو ما يتحلى به في الأرجل من خلخال وغيره، فإذا كان صوت الخلخال بريداً إلى الفتنة، فكيف بالوجه الذي يحكي الجمال

فاللهم أصلح نساءنا ونساء المسلمين ووفقهن للاقتداء بالصحابيات وأمهات المؤمنين، أقول ما تسمعون ‏استغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروا إنه هو الغفور الرحيم

 

الخطبة الثانية :

الحمد لله ..

يا عباد الله- يا نساء المؤمنين الحجابُ دينٌ واعتقادٌ وعِبادةٌ, وليسَ مجردَ لباسٍ وعادة، الحجابُ ثغْرٌ من ثُغُور الإسلام، والمحافظة عليه جِهادٌ ورباطٌ في سبيل الله، وذبٌ عن حِمى الإسلام، ودفاعٌ عن شعيرةٍ من شعائرهِ العِظام.

‏ ‏وها هنا رسالتان:

‏الرسالة الأولى معاشر الأولياء من الآباء والأزواج والإخوان أنقذوا أنفسكم ‏ومن تحت ولايتكم من النار ‏أكثروا من الدعاء لهن بالصلاح، وبينوا  لهن وعلموهن حق الله عليهم في ذلك وألزموهن الحجاب الشرعي.

الرسالة الثانية : إلى زوجاتنا وبناتنا وأخواتنا ونساء المسلمين، أنقذوا أنفسكن من النار، حافظن على الحجاب الشرعي، وابشرن بالأجر العظيم، ‏واحذرنَ من الاغترار بمن تساهلنَ في نزع الحجاب واعلمي انك ستحاسبين يوم القيامة ﴿ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الغَرُورُ.

وانظرن إلى من تساهل في ‏الحجاب الشرعي من النساء هداهن الله كيف جرهم الشيطان إلى خطواته فوقعوا فيما يغضب الله من التبرج والسفور والخروج متعطرة مفتونة فاتنة، قال -صلى الله عليه وسلم-: «صنْفان من أهل النار لَم أرهما»؛ وذكر منهما:

«ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا».

وقال عليه الصلاة والسلام : «أيما امرأةٍ استعطرتْ فمرتْ على قومٍ ليجدوا من ريحِها فهي زانيةٌ» رواه النسائي.

فاللهم أصلح نساءنا ونساء المسلمين، وقهن التبرج والسفور، وارزقهن المحافظة على الحجاب  والثبات عليه ...

اللهم أعز الإسلام والمسلمين..