نعمة الإسلام

إن الحمد لله .

أما بعدُ، فإن خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وشرَّ الأمورِ محدثاتُها وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ

عباد الله: إن أعظم نعمة أنعم الله بها علينا أن هدانا ربنا إلى الدين الحق وهو دين  الإسلام الذي أكمله سبحانه وأتم به نعمته علينا ، وفضلنا  به على من سوانا  من العالمين، قال تعالى: ﴿بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ وقال سبحانه: ﴿وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾ [المائدة:3]، وقال: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران:85].

إن دين الإسلام العظيم القويم جعله الله  خاتمة وخلاصة الأديان السماوية السابقة، قد اشتمل على خير وأحسن ما فيها، وضمنه ربنا تبارك وتعالى تشريعات وأحكاماً عظيمة، صالحة لكل زمان ومكان، فما من خير وصلاح إلا أمر به وحث عليه   وما من شر وفساد إلا نهى عنه وحذر منه

1-فأمر الله في هذا الدين العظيم  بتوحيده وإخلاص العبادة له فإنها حق لله وحده ﴿وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾، ونهى عن الشرك و حذر منه، ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾.

2- وأمر بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره ﴿كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ﴾.

3- وجعل من كمال الإيمان محبتك للنبي عليه الصلاة والسلام أشد من محبتك لنفسك وولدك ووالدك، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ».

وأمر باتباع النبي عليه الصلاة والسلام وبين أنه أعظم سبب لمحبة الله لعبده ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾.

4- وأمر بالتقرب إلى الله بالعبادات العظيمة التي تصلح القلوب وتزكيها وتعلق القلوب بالله عز وجل  وتذهب الشح والبخل وتشعر بحال الفقراء والمعوزين، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ».

5- وأمر ببر الوالدين والإحسان إليهم غاية الإحسان وبصلة الأرحام ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾.

6- ‏وحرم كل جريمة ‏فيها اعتداء على ‏الدين والنفس والعرض والمال والعقل فحرم الردة والقتل والزنا واللواط والسحاق ‏والقذف والسرقة ‏والربا ‏وأكل مال اليتيم والغش والغصب والخمر والمخدرات في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اجتنبوا السبع الموبقات» -يعني: المهلكات- قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: «الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم»، وجعل المسلم الكامل وهو المؤمن من سلم المسلمون من لسانه ويده.

7- وحث  على إفشاء السلام،، وإطعام الطعام ‏و كفالة اليتيم والسعي على الأرملة والمسكين في الحديث؛ أي الإسلام أفضل؟ قال: «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف».

‏بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله .

ومن محاسن هذا الدين العظيم

8- أن رخص لهم في بعض الأحكام حتى لا يقعوا في الحرج والضرر الذي يلحقهم في أنفسهم، فرخص الله بقصر الصلاة للمسافر، وأذن بالمسح على الخفين.

9- ونهى وحرم إلحاق الضرر والأذى بالناس بجميع صوره وأشكاله، فالواجب على المسلم الحذر من إلحاق الضرر والإضرار في كل مكان وزمان، كترك الآبار أو الحفر الكبيرة مكشوفة من غير تغطية ولا تسوير، وإذا رأيت مثل هذه الآبار فأبلغ الجهات المعنية حتى لا يتضرر المسلمون بها فإن إماطة الأذى عن الطريق صدقة

وبعد هذا كل هذه الأحكام العظيمة والشريعة الكاملة يأتي في هذا الزمان من يرغب عن شريعة رب العباد وحكم رب العالمين إلى شريعة العباد الضعفاء الناقصين، ﴿أَفَحُكْمَ الجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾.

فاللهم لك الحمد على نعمة الإسلام ‏اللهم ثبتنا على الإسلام والسنة حتى نلقاك..

اللهم أعز الإسلام والمسلمين..