إنه الصديق رضي الله عنه

إن الحمد لله...

هل تعلمون من أفضل الخلق بعد الأنبياء  ومن يجب الاقتداء بهم والسير على منهجهم واتباع أثرهم؟ إنهم أصحاب نبينا عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى ﴿وَالسّٰبِقونَ الأَوَّلونَ مِنَ المُهٰجِرينَ وَالأَنصارِ وَالَّذينَ اتَّبَعوهُم بِإِحسٰنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنّٰتٍ تَجرى تَحتَهَا الأَنهٰرُ خٰلِدينَ فيها أَبَدًا ذٰلِكَ الفَوزُ العَظيمُ﴾

وهل تعلمون من أكمل الصحابة وأفضلهم ؟؟

إنه عبد اللَّه بن عثمان بنِ عامر القرشي أبو بكر الصديق رضي اللَّه عنه، كان معظَّماً في قريش، محبباً مألوفاً،، يألفونه لعقله وعلمه وإحسانه، ولما جاء الإسلام بادر إلى تصديق رسول اللَّه ﷺ، ولازم الصدق، فلم تقع منه هنة ولا وقفة في حال من الأحوال.

أجمعت الأمة على تسميته بالصديق يقول النبي ﷺ: «إِنِّي قُلْتُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلِيكُمْ جَمِيعًا، فَقُلْتُمْ: كَذَبْتَ، وَقَالَ أَبُو بَكَرٍ: صَدَقْتَ» (رواه البخاري).

فكان أول من آمن من الرجال.

مَدَحَهُ رَسولُ اللهِ، فقَالَ عَنهُ: «إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ: أَبُو بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِي لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلاَمِ وَمَوَدَّتُهُ» متفقٌ عليهِ

أوَّلُ الخلفاء الراشدين، وأوَّلُ العشرة المبشرين بالجنة كان حازماً رحيماً حليماً كريماً، نافح عن دينه ونصر رسوله ﷺ،  شديد الحياء، كثير الورع،

دعا إلى اللَّه؛ فأسلم على يديه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة.

كان مُؤْنِساً للنَّبي ﷺ؛ في جميع أحواله وكان صاحبه في الهجرة ﴿إِلّا تَنصُروهُ فَقَد نَصَرَهُ اللَّهُ إِذ أَخرَجَهُ الَّذينَ كَفَروا ثانِىَ اثنَينِ إِذ هُما فِى الغارِ إِذ يَقولُ لِصٰحِبِهِ لا تَحزَن إِنَّ اللَّهَ مَعَنا﴾.

إنه الصِّدِّيقُ رضي الله عنه

أعلم الصحابة والأمة كان كثير النفقات والصدقات، يقول عمر رضي اللَّه عنه: «أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنْ نَتَصَدَّقَ فَوَافَقَ ذَلِكَ مَالاً عِنْدِي فَقُلْتُ: اليَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكِرٍ إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْماً، فَجِئْتُ بِنِصْفِ مَالِي، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: مَا أَبْقَيْتَ لَأَهْلِكَ؟ فَقُلْتُ: مِثْلَهُ – أي: تصدق بشطر ماله -، وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يَا أَبَا بَكْرٍ! مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟ قَالَ: أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ عُمَرُ: لَا أَسَابِقُهُ إِلَى شَيْءٍ أَبَداً» (رواه أبو داود).

كان رَقيقُ القَلْبِ خاشعا لله وعِندَ تِلاوة القرآن، لا يَملِكُ دُموعَهُ كَانَ رَجُلاً أَسِيفًا سَرِيعَ البُكاءِ، إذَا صَلَّى بالناسِ لَمْ يَسمَعُوا قِرَاءَتَهُ مِنَ البُكَاءِ..

.. صَاحِبُ الْعِبَادَةِ وَالطَّاعَةِ الَّتِي لَمْ يَلْحَقْ بِهِ أحَدٌ؛ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْفَجْرَ ذَاتَ يَوْمٍ بِأَصْحَابِهِ، فَلَمَّا قَضَى صَلاَتَهُ قَالَ: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَائِمًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ عَادَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ، إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ» رواهُ مُسلمٌ

إنَّه الصِّدِّيق رضي الله عنه أشجعُ الناس بعد رسول اللَّه ﷺ وأرجح الأمة إيماناً، و أعظم الناس ثباتا وقت الفتن ... لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم أصاب المسلمين هول عظيم وفزع كبير وهي أعظم مصيبة مرت على المسلمين

فصاروا بين مصدق ومكذب حتى إن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه مع قوة إيمانه قام  وأنكر موته وقال والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وَلَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ، فَلَيَقْطَعَنَّ أَيْدِيَ رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُمْ .

فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ من العالية من طرف المدينة ، فدخل على بيت ابنته عائشة فوجد النبي عليه الصلاة والسلام مغطى فَكَشَفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَبَّلَهُ، قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يُذِيقُكَ اللَّهُ المَوْتَتَيْنِ أَبَدًا.

 ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: «أَيُّهَا الحَالِفُ عَلَى رِسْلِكَ»، فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ، فَحَمِدَ اللَّهَ أَبُو بَكْرٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ،

وَقَالَ: «أَلا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ، وَقَالَ: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾، وَقَالَ: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾. فَنَشَجَ النَّاسُ يَبْكُونَ».

فاللهم ارض عنه وعن الصحابة أجمعين، واحشرنا في زمرتهم أقول ما تسمعون ...

 

الخطبة الثانية

 الحمد لله ..أما بعد

يا شباب الإسلام يا عباد الله

لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وأصحاب النبي ﷺ هم خير الخلق بعد رسول اللَّه ﷺ،

وهم خير قدوة لنا

وللأسف فإن شباب الأمة في هذا الزمن بمعزل عن سيرة سلفهم الصالح الذين هم القدوة الحسنة لهم، بل إن بعض الشباب والبنات هدانا الله وإياهم  ليندفع في حياته مقلدًا لبعض الحمقى والسفهاء والساقطين والساقطات  ، بل ربما قلّد بعض أعداء دينه، ممن يكيدون لهم المكائد والدوائر، فعلينا جميعًا الرجوع إلى سيرة السلف، فبهم تحيى القلوب وتشرق الحياة، ويذوق المسلم لذة الإيمان.

فاللهم أصلح شبابنا ونساءنا وأحوالنا

الله ردنا الى دينك ردا جميلا

اللهم اعز الإسلام والمسلمين

اللهم ارض عن أصحاب نبيك واحشرنا في زمرتهم