حرب لبنان وخطر الرافضة

بسم الله الرحمن الرحيم

حرب لبنان وخطر الرافضة

أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان، وميدان جهاد ومصابرة، فالحق يحمله الرسل وأتباعهم من العلماء والمصلحين؛ يوضحونه للناس، ويبصرونهم به، ويكشفون عنه الشبه، ويجاهدون في سبيله، والباطل يحمله الشيطان وجنوده ؛ مستخدمين لترويجه كل وسائل الدعاية والمغريات تارة، وتارة يلبسون باطلهم ثياباً إسلامية؛ ليغروا به البسطاء وينشروا باطلهم باسم الإسلام، والإسلام منهم براء.

عباد الله: إن للروافض مواقف خيانة غادرة بأهل السنة، سجلها التاريخ عليهم في مصادره الوثيقة، فقد عاشت الرافضة متلبسة بالنفاق الذي تسميه التقية، فإذا وجدت حكومة إسلامية قوية في أي زمان؛ تملقوها بألسنتهم، ونافقوها بأعمالهم؛ مظهرين لها الإخلاص والولاء، والتفاني والمدح والثناء، وإذا تمكنوا فتكوا بالمسلمين من أهل السنة ، فتجدهم يوالون الكفار والمشركين ويساعدونهم .

قال ابن كثير: كان آخر الخلفاء العباسيين على مذهب أهل السنة. إلا أنه كان ضعيف الرأي ذا غفلة ،فاتخذ وزيرًا باطنيًا رافضيًا خبيثًا هو محمد بن العلقمي فائتمنه على الدولة وفوّضه في شئونها ، فأخذ الوزير الخبيث يصرف الجنود من حول الخليفة ويضيق عليهم معاشهم، شيئًا فشيئًا حتى أنه لم يبق حول الخليفة في العاصمة العباسية بغداد، إلا عشرة آلاف فارس، ثم أخذ محمد بن العلقمي يكاتب التتار ويطمعهم في غزو العراق، حتى إذا أقبلت جيوش التتار متلاحمة كالبحار ، زين الوزير ابن العلقمي، إلى الخليفة أن يخرج إلى هولاكو قائد التتار، من أجل التفاوض على الصلح، فخرج الخليفة ومعه سبعمائة من الأعيان والقضاة والعلماء، فقتلهم التتار عن بكرة أبيهم وقُتل الخليفة المستعصم بين يدي هولاكو ، وذكر المؤرخون أن عدو الله هولاكو، تهيب في بادئ الأمر من قتل الخليفة، لما يعلم من مكانته عند المسلمين، فأخذ ابن العلقمي يهون عليه ذلك ويزينه عليه حتى قتله، ثم دخل التتار بغداد ففتح أبوابها لهم، فدخلوا يقتلون وينهبون ويأسرون، ويدمرون ويحرقون، أربعين يومًا حتى أصبحت بغداد خرابًا يبابًا، تنعق فيها البوم، وقُتل فيها مليون من المسلمين والوزير الرافضي ابن العلقمي، يتفرج على تلك الكارثة الهائلة، التي حلت بالمسلمين، وسقطت الدولة العباسية الإسلامية العظيمة، التي استمر ملكها أكثر من خمسمائة سنة.

عباد الله: عداوة الشيعة لأهل السنة شديدة، تلك العداوة والبغض متأصلة في نفوسهم،ومن يقرأ التاريخ؛ فإنه يجد المآسي والمجازر التي أقامها الشيعة ضد أهل السنة، وتحالفهم مع أعداء الإسلام أشهر من أن يذكر.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: الشيعة ترى أن كفر أهل السنة أغلظ من كفر اليهود والنصارى؛ لأن أولئك عندهم كفار أصليون، وهؤلاء مرتدون، وكفر الردة أغلظ بالإجماع من الكفر الأصلي.

هذه السنون الخداعة، التي نعيش فيها جعلت من المبتدعة، قادة وأبطالا، تصاغ لهم الأمجاد الكاذبة، وتهتف لهم الجماهير الغافلة .

كثير من إخواننا فرحوا بانتصارات حزب الله المزعومة، واعتبروها فتحاً عظيماً للإسلام والمسلمين، وما علم هؤلاء المساكين، أن هذا الحزب يخدم مخططات الرافضية في بلاد المسلمين . فهم شيعة اثنا عشرية، أسيادهم أهل العمائم والآيات، وحتى لا يُزيف الواقع، ويُلمع المبتدعة. فإن زعيمهم رافضي جعفري، ينتهج من شتم الصحابة ولعنهم، دينا وقربة إلى الله ،فعجبا لمن أيده ووقف بجانبه، وهو من أشد أعداء الصحابة والمؤمنين. وما هذه الأحداث الأخيرة إلا خيانة واضحة، اتفق عليها مع الصهاينة، وإلا فهل يعجز عنه اليهود وهو يصول ويجول، ويصرح ويهدد ويتوعد، ويسرح ويمرح في طول البلاد وعرضها، يظهر على الشاشات والفضائيات، ويحدد أماكن الاجتماعات، ولا يُنال منه ؟ وما ضحية مغامراته،إلا أهل السنة في لبنان، أما هو وأتباعه فهم في مأمن،سبحان الله عندما أرادوا الشيخ المقعد، نسفوه من على كرسيه، وعندما أرادوا الآخر فجروه في سيارته.

فلا تغتر أخي المسلم بهذا الرافضي، الذي يريد أن يمتلك قلوب المسلمين بشعارات وهمية، فتاريخ منظمته شاهد على إجرامه، تذكروا جرائم الرافضة ضد أهل السنة في أفغانستان وباكستان، بل في الحرم المكي الشريف. وانظروا ما يفعل الرافضة بأهل السنة الآن في العراق من تقتيل وتمثيل وتهديم للمساجد. والله لقد فعلوا بالمسلمين أشد مما يفعل اليهود.

عباد الله: يجب أن لا تتغير الثوابت، فكل ما يصيب الكيان الصهيوني من مصائب، وكل ما ينال جنودَه المغتَصِبين من أذىً وسوء، كل ذلك يُفرِحنا ويُرضينا، ونتمنى زوال ملكهم، وزعزعة أمنهم، لكن ذلك لا يعمينا على رؤية الحقيقة، والتصفيق لكل ناعق، والسير خلف كل صائح، يدعي كره اليهود وهو أهود من اليهود. اللهم..........................

الخطبة الثانية:

لقد آن الأوان لإسقاط القناع الزائف، عن وجه الادعاءات الكاذبة، وحان الوقت لكشف حقيقة الشعارات البراقة؛ فالرافضة طوائف شتى، فمنهم من عبد علىّ بن أبي طالب رضي الله عنه واتخذه إلهًا من دون الله، ومنهم من عبد ذريته. ومنهم من اعتقد أن جبريل خان الأمانة، ومنهم من اعتقد أن محمدًا  فشل في أداء الرسالة ، ومنهم من اعتقد أن أصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين غدروا برسول الله صلى الله عليه وسلم وخانوه ثم ارتدوا بعد وفاته، فإن الشيعة تطعن في الصحابة رضوان الله عنهم أجمعين، فقد وقفوا من الصحابة موقفًا لم ترضه اليهود في أصحاب موسى، ولا النصارى في أصحاب عيسى، فلقد اجترؤوا على الصحابة الكرام، وتناولوهم بالطعن والقدح .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : "فضلت اليهود والنصارى على الرافضة بخصلتين: سئلت اليهود: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب موسى، وسئلت النصارى: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: حواريو عيسى، وسئلت الرافضة: من شر أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب محمد، أمروا بالاستغفار لهم فسبوهم".

فهم يزعمون ردّة الصحابة إلا ثلاثة أو أربعة أو سبعة على اختلاف أساطيرهم، جاء في كتاب الصراط المستقيم "من شروط الإسلام عندهم البراءة من الشيخين" أي: أبي بكر وعمر، بل ولهم دعاء من صفحتين تقريبا ليس فيه سوى اللعن والسب للصحابيين الجليلين وابنتيهما رضي الله عنهم، وإليكم جزءا من هذا الدعاء لتعلموا مدى حقد الرافضة على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما: يقولون وأعوذ بالله مما يقولون "اللهم العن صنمي قريش وجبتيها وطاغوتيها وإفكيها وابنتيهما، اللهم العنهما وأنصارهما وعظّم ذنبهما وخلدهما في سقر، اللهم العنهم بعدد كل منكر أتوه، وحق أخفوه، ومنبر علوه، ومنافق ولّوه، اللهم العنهم في مكنون السرّ، وظاهر العلانية، لعنًا كثيرًا دائبًا أبدًا دائمًا لا انقطاع لأمده، ولا نفاد لعدده، يغدو أوله، ولا يروح آخره، لهم ولأعوانهم وأنصارهم ومحبيهم، اللهم عذّبهم عذابًا يستغيث منه أهل النار".

والله يقول ﴿إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ أجمع المفسرون أن المقصود بالثاني أبو بكر رضي الله عنه.

وبعد: أيها المسلمون، لا يظنن أحدكم أن هذا الأمر إنما كان في الماضي فقط، بل لا يزال عقيدة وعبادة يتقربون بها إلى الله، فهذا أحد معاصريهم قال في إحدى محاضراته: "الرب الذي يرضى أن يكون أبو بكر الخليفة بعد رسول الله لا نريده"

فاتقوا الله عباد الله واعرفوا أعداءكم، وقفوا منهم موقف المعادي للجميع،كل بحسبه، واعتبروا يا أولي الأبصار،بما وقع في تاريخكم واتعظوا به، ولا تستحكم الغفلة على قلوبكم، ولا تغرنكم الشعارات الزائفة، ولا يعميكم كره اليهود عن رؤية إخوانهم.