خبث الروافض وعقيدتهم أذلهم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

خبث الروافض وعقيدتهم أذلهم الله

عباد الله: قد كان المسلمون على ما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم ، من الهدى ودين الحق، الموافق لصحيح المنقول وصريح المعقول، فلما قتل عثمان ووقعت الفتنة، فاقتتل المسلمون بصفين، مرقت الخوارج التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم : «تمرق مارق على حين فرقة من المسلمين، يقتلهم أولى الطائفتين بالحق» (م) وكان مروقها لما حكم الحكمان، وتفرق الناس على غير اتفاق.

ثم خرجت بدعة التشيع من الكوفة، وجاء في أخبار الشيعة، أنه لم يَقبل دعوتهم من أمصار المسلمين إلا الكوفة. ثم انتشر بعد ذلك في غيرها، كما خرج الإرجاء أيضاً من الكوفة، وظهر القدر، والاعتزال، والنسك الفاسد من البصرة.

وكان ظهور هذه البدع، بحسب البعد عن الدار النبوية؛ لأن البدعة لا تنمو وتنتشر، إلا في ظل الجهل، وغيبة أهل العلم والإيمان.

وقد وَجد العدو المتربص بالأمة في هذه الفرق الخارجة عن الجماعة، وسيلة لإيقاع الفتنة في الأمة، ولذا نراه يعين بعض هذه الطوائف، ويهيئ الوسائل لوصولها إلى الحكم. ومعظم الفرق التي خرجت عن الجماعة ضعف نشاطها اليوم، وفتر حماسها، وتقلص أتباعها، وانكفأت على نفسها، وقلت منابذتها أهل السنة.

أما طائفة الشيعة فإن هجومها على أهل السنة، وتجريحها لرجالهم، وطعنها في مذهبهم، وسعيها لنشر التشيع بينهم، يزداد يوماً بعد يوم.

عباد الله: لا شك أن بيان حال الفرق الخارجة عن الجماعة، والمجانبة للسنة، ضروري لرفع الالتباس، وبيان الحق للناس، ونشر دين الله سبحانه، وإقامة الحجة على تلك الطوائف، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حيّ عن بينة.

وبيان حال أئمة البدع المخالفة للكتاب والسنة، واجب باتفاق المسلمين حتى قيل للإمام أحمد: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك، أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين، هذا أفضل.

عباد الله: إن الروافض قوم أشقاهم الله، فأضلهم وأعمى أبصارهم، فصاروا يتبعون إماماً معدوماً، ويقولون بكتاب موهوم، وجعفر مزعوم، وأساطير أخرى، وتقدح أخبارهم في كتاب أنزله الله وحفظه، وأجمع عليه المسلمون عبر القرون، وفي سنة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم جمعتها الأمة، وبذلت الجهود في حفظها، وينبذون إجماع السلف، ويأخذون بقول طائفة مجهولة، تحسباً أن يكون المهدي خرج من مخبئه متنكراً وأدلى بصوته معهم.

ويكفرون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، وجاهدوا في سبيله، ونشروا كلمة الله في الأرض، تصديقاً لمفتريات نسبها بعض الزنادقة لأهل البيت. فحمداً لله سبحانه على نعمة العقل، والإيمان واليقين.

وزعمت الرافضة أن لكل آية معنى باطنياً، ثم قالت: لكل آية سبعة بطون، ثم طاشت تقديراتهم فقالت: إن لكل آية سبعين بطناً.

وادعت أن كتاب الله الذي أنزله الله ليهدي هذه الأمة، إلى التي هي أقوم، في كل جوانب حياتها، إنما نزل في الأئمة الاثني عشر، وفي أعدائهم، وهم - في زعمهم- الصحابة رضوان الله عليهم.

وأما عقيدة الطينة، فهي عقدية سرية عندهم، تقول بأن حسنات أهل السنة، هي للشيعة، وموبقات الشيعة هي على أهل السنة، ويفسرون على ضوئها، ما يضج به مجتمعهم منذ القديم من ظلم ومعاص ومنكرات.

وهم يقيمون كل عقائدهم ومبادئهم، على روايات من وضع هؤلاء الأفاكين، نسبوها للأئمة، والأئمة منها براء.

عباد الله: إن الشيعة المعاصرين، يلتقون مع الغابرين، في مصادر التلقي، بل ويأخذون بما افتراه شيوخ الدولة الصفوية ووضعوه، من مدونات مليئة بالكفر والإلحاد، ولكنهم يخدعون أهل السنة، فيزعم بعضهم أنهم لا يسبون الصحابة، ولا يقولون بالرجعة.

وقد زعموا أن التقية انتهى العمل بها، مع أن نصوصهم تأمرهم بالعمل بها إلى أن يخرج مهديهم، وأقوالهم وأفعالهم تبين استمرار العمل بها، فقولهم هذا إنما هو "تقية على التقية". ولعله لا يوجد طائفة على وجه الأرض، جعلت الكذب ديناً، بل هو تسعة أعشار الدين، كهذه الطائفة أذلهم الله.

وبالنظر يا عباد الله: في أثرهم في العالم الإسلامي ،يتبين أن لهم آثارهم الفكرية الخطيرة، في إحداث الشرك في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، والصد عن دين الله، وظهور فرق الزندقة والإلحاد، ومحاولة إضلال المسلمين في سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم. كما أن لهم أثراً في إثارة الفتن الداخلية بين المسلمين، وفي الاعتداء والاغتيالات للقيادات الإسلامية ولعموم المسلمين، إذا حانت لهم فرصة في ذلك، وفي إشاعة الفاحشة ونشر الإباحية، عن طريق ما يسمونه بالمتعة الدورية وغيرها. وكان أثرهم واضح في أخذ أموال المسلمين بالقوة أو الخديعة، وفي تدمير اقتصاد الأمة بأي وسيلة.

ولا أغرب وأعجب يا عباد الله: من بقاء طائفة تعد بالملايين، أسيرة لهذه الخرافات، ولا يفسر ذلك، إلا أن شيوخ الشيعة يحجبون الحقيقة عن أتباعهم، بوسائل كثيرة من الخداع، لعل من أبرزها دعواهم أن دينهم يقوم على أساس محبة آل البيت وأتباعهم، وفي ظل هذه الدعوى يؤججون مشاعر العامة وعواطفهم، بذكر اضطهاد آل البيت، وتصوير الظلم الذين لحقهم من الصحابة- بزعمهم - ويربون صغارهم على ذلك.

الخطبة الثانية:

عباد الله:

ما الذي يرجى ممن يتطاولون على سيد الخلق وأشرف الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه، ويشتمون أهله، أزواجه الطاهرات، وذريته الطيبين، وخلفائه المهديين، وأصحابه الراشدين.

هذا بالإضافة إلى أن الشيعة قادة وشعباً، عامة وزعامة، جهالاً وعلماء.. لا يخفون بغضهم، كلما سنحت لهم الفرصة، أو أتيح لم المجال، لأن مذهبهم ليس مبنياً إلا على مخالفة أهل السنة، وعلى الأوهام والخرافات، والبدع والوثنيات، والشرك بالله كالاستغاثة بالقبور، والطواف حولها والسجود عليها، وإقامة الأضرحة والقباب عليها، وإقامة المآتم والمجالس، والصلاة إلى الأضرحة، والنداء للأموات.

وما أحسن ما نظمه الصرصري رحمه الله في وصفهم،حيث يقول:

منهم أناس في الضلال تجمعوا *** وبسب أصحاب النبي تفــردوا

قد فارقوا جمع الهدى وجماعـة *** الإسلام واجتنبوا الهدى وتمردوا

بالله يا أنصـار ديـن محمد *** نوحوا على الدين الحنيف وعددوا

لعبت بدينكم الروافض جهرة *** وتألبوا في دحضـه وتحشـدوا

نصبوا حبائلهم بكل مكيدة *** وتغلغلوا في المعضــلات وشددوا

ورموا خيار الخلق بالكذب الذي *** هم أهله لا من رموه وأفسدوا

عابوا الصحاب وهم أجل مراتبا ** في الفخر من أفق السماء وأمجـد

إلى أن قال رحمه الله:

وبقذف عائشة الطهور تجشـموا *** أمرا تظل له الفرائص ترعـــد

تنزيهها في سبــع عشرة آيـة *** والرافضي بضد ذلك يشهـــد

لو أن أمــر المسلمين إليهـم *** لم يبق في هذي البسيطة مسجــد

ولو استطاعوا لا سعت بمرامهم *** قدم ولا امتدت بكفهم يــــد

لم يبــق للإسلام ما بين الورى *** علم يسـود ولا لواء يعقـــد

علقوا بحبل الكفر واعتصموا به *** والعالقون بحبــله لن يسعــدوا

اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم.