حقوق الرجل

بسم الله الرحمن الرحيم

حقوق الرجل

فاتقوا الله عباد الله وأطيعوه ، واجتنبوا نواهيه ولا تعصوه.

زعَمَ السفورَ والاختلاطَ وسـيلةً *** للمجد قومٌ في المجانةِ أغرَقوا

كذبوا متى كان التعرُّضُ للخنَا *** شيئًا تعـزُّ به الشعوب وتسبق

قومٌ تعاظم حِقدهم، واشتدَّ عُدوانهم، ليأتيَ على الفضيلة أعنفُه، وعلى الحِشمة أشنعُه، وعلى الطّهارة أبشعُه؛ لأنّ العِفّة تثيرُ غيظَهم، وتحرِق قلوبهم.

نشؤُوا في حضنِ الإسلام، وتربَّوا في بلاده، فلمّا شبُّوا عن الطّوق، استساغوا علقمَ العِدا، واستحبّوا العمَى على الهُدى، وحمَلوا معاولَ الهدمِ، ورفعوا لواءَ الكيدِ، فأيُّ خيرٍ يُرتجَى ممّن يروج للغرب وأفكاره، فهو الوكيلُ المكتَرى، والمملوكُ المشتَرى، والخادمُ المرتَضى.

أدعياء الحضارة، وزاعموا التقدم، أوقدوا ناراً هوجاء، وخطّوا مقالاتٍ خَرقاء، ضدَّ المجتمعِ المسلم الطاهر، وضدّ المرأة المسلمة، لإسقاط حجابها، وتدنيسِ شرفها، وإنزالها في ميادينِ الرجال، وزجِّها في جميع الوظائفِ والأعمال، وتأسيس الاختلاط، وغَرس نبتتِه الخبيثة، ووضعِ لَبِنته النّجسة، فقطعها الله من أكفٍّ، وأخرسَها من ألسُن، وأخمدَها من أنفاس ﴿وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ .

أيّها المسلمون: لقد وضَع الإسلام سَدًّا لحمايةِ المرأة، من مُعابثة الفُسّاق، ومطامِع أهل الرِّيَب والنفاق، وستظلّ بالإسلام، زعيمة شريفة، وحرّة عفيفة وشقيقة كريمة. حجابها جمالُها، وسِترها جلالُها، وجلبابُها عِزُّها وكمالُها، مِن الإسلام تستمدُّ هديَها، وبسنّةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم تشقُّ طريقَها.

وليخسأْْ دعاةُ الافتراءِ المفضوح، وأنصار المذهب المقبوح، فلن تجنيَ المرأة من الاختلاطِ والظهور، والتكشُّف والحسُور، إلا النّظرات المتلطِّخة، والتحرّشات العابثة، والاعتداءات الفاحِشة، والكلالَ والنكالَ والوبال ﴿وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِياًّ مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً﴾ .

أيّها المسلمون: لقد قامت هذه الدّعواتُ الآثمة، والشّعارات المضلِّلة، في غابرٍ من الزّمن في عددٍ من الأقطار، ونجح مناصِروها، في إنزال المرأة من قصرها المنيع، وحِصنها الرّفيع، فخلعت حجابَها، وغادرت حِصنها ومخدعَها، وتحرَّرت من كلِّ سلطان، وانطلقت في كلِّ مكان، وعملت في كلّ ميدان، فماذا كانت النتيجة؟! انحسارٌ في أخسّ دركاتِ العبَثِ والفجور، وانغِماسٌ في أسفل دَركات الخلاعة والمجون. وحُقّ لنا أن نتساءل: ماذا أضحتِ المرأة المتحرّرة كما زَعموها، والمرأةُ الحديثة كما نعَتوها، والمرأة العصريّة كما وصَفوها؟ لقد ابتُذِلت غايةَ الابتذال، واستغِلَّت غايةَ الاستغلال، واستُعبِدَت واستُرِقّت، وغَدت أداة لهوٍ وتسليةٍ، في يد العابثين الفُجّار، والفَسَقة الأشرار، تعمل بثديَيها قبل يدَيها، راقِصةً في دورِ البِغاء، وعارضةً في دورِ الأزياء، وغانيةً في دور الدّعَارة والتّمثيل، إن نتيجة هذا السعي المشؤوم، قد شرق به أهله ومن سار في ركابهم، والسعيد من وعظ بغيره، واستمع إلى حديث الإحصاءات والدارسات، عما تعانيه المجتمعات الغربية، من دمار ووبال، من كثرة الزنا، ورواج البغاء، وتفكك الأسر، وانخفاض نسبة الزواج، وكثرة الخيانة، وأولاد الزنا واللقطاء، ففي عام 1985 فقط ، حصل في أمريكا وحدها، أكثر من أربعة ملايين حالة إجهاض, وأكثر من ثلاثة ملايين جريمة اغتصاب، و تقول جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة أن كل ثلاث ثوان تغتصب امرأة.

عباد الله: هذا ديننا، وإن رغمت أنوف ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ﴾ . وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لو تركنا هذا البابَ للنّساء» قال نافع: فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات .

ورضي الله عن فاطمة عندما سئلت عن أفضل وصية للنساء فقالت رضي الله عنها أن لا ترى الرجال ولا يراها الرجال، وكانت في خدمة زوجها، تطحن بالرحى حتى أثرت في يديها، فخشنت وتجرحت رضي الله عنها.

وعن أم سلمةَ رضي الله عنها قالت: لمّا نزلت هذه الآية: ﴿يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ﴾ خرج نساءُ الأنصار كأنّ على رؤوسهنّ الغربان من الأكسية. (د)

أيّها الآباء والأولياء، صونوا نساءَكم، واحفَظوا أعراضَكم وأنسابكم، واجتنِبوا التفريطَ والتشاغُل، وحاذروا التقصيرَ والتساهلَ، الذي لا تُؤمَن لواحِقُه وتوابعُه، وتواليهِ وعواقبه، بيدَ أنّ عاقبتَه بوار، وخاتمته خَسار، كونوا أُباةَ العَار وحُماةَ العَرين، كونوا كمحافظٍ متنبِّهٍ لا يغفل، ومُراعٍ متيقِّظٍ لا يُهمِل. واعلَموا أنّ أشرفَ الناس أشدُّهم غيرةً على نفسِه وأهله وعِرضه.

الخطبة الثانية :

فإننا في الوقت الذي يطالبون فيه بحقوق المرأة ، فإننا نطالب بحقوق الرجال المسلوبة ؛ نعم حقوق الرجل ، أين حقوقنا في القوامة ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾ ، قال ابن كثير : الرجل قيم على المرأة، وهو رئيسها وكبيرها، والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجت . أين حقوقنا في الأمر والنهي أين حقوقنا في ممارسة غريزتنا الطبيعية ، وجبلتنا الشرعية ، في غيرتنا على محارمنا «أتعجبون من غيرة سعد» أليس من حق الرجل، أن ينعم بالراحة في بيته، و في قرب زوجته منه ، أليس من حقه أن يعيش مع امرأة ودود ولود، أليس من حق الرجل إذا عاد من عمله، أن يرى زوجته مبتسمة، تتلقاه بعناية، تزيح عنه ثياب العمل، وترفع عن عاتقه مسئولية البيت والأولاد . من حقه أن يعيش كما يحب، يشعر بالسيادة والقوة، ومن حقه أن يستمتع بخير متاع الدنيا.

إن المرأة حينما أرادت الخروج للعمل والتسوق، أسرفت في هذا على حساب بيتها وأطفالها وزوجها، حتى التزين والتجمل، لم يعد في مقدورها أن تجاري رغباته. خرجت المرأة للعمل، وخرجت معها السعادة، وصار الرجل لا يرى منها إلا هالات سود تحيط بعينيها، ناهيك عن الحدة في الطبع، والعصبية في المزاج، وقلة الإنصات والحلم والصبر، وشعور بالإعياء. إن الرجل عليه أن يطالب بوجود امرأة يستمتع بها هو وحده، لا يشاركه النظر لها أحد من الرجال سواه، ولا يصافحها غيره، ولا يتأبطها إلا هو.

إن الرجل لا يعنيه في المرأة ثقافتها ولا عبقريتها، ولا يهتم بمراقبة أبحاثها ,ولا آخر النتائج التي توصلت إليها، قد يقبلها جاهلة تفيض أنوثة وعذوبة ً، ويستمر في العيش معها ،بينما لا يتقبلها وهي مثقفة وعالمة تروي له مجازر حكومة تل أبيب، وهي مفرطة في حقوقه، بل إن الرجل لا يحب قوية الشخصية، مقطبة الجبين قوية الشكيمة، ذلك لأن الرجل حينما يبحث عن المرأة، فهو يبحث عن صفات لا توجد لديه، فلم يتزوج لكي يضم رجلاً آخر معه في داره .

المرأة اليوم انتهكت حقوق الرجل، تركت بيته وأولاده للخادمة. .نافسته في التجارة والعمل، والطب والصناعة، والرعي والزراعة، قادت طائرته، وجلست في مقعده، ورغبت في شغر وظيفته، وحتى الرياضة، اشتركت في كرة القدم ومسابقات رفع الأثقال، وحتى سباق السيارات، الجند نساء، الشرط نساء، الإذاعة نساء، الصحف تتصدرها نساء، المجلات واجهاتها نساء، والإعلانات أساسها نساء، حتى لو كانت تروج لإطارات السيارات، والنشاطات كلها تتركز على المرأة، إنها .سيطرة نسائية على كل مناحي الحياة

إننا نطالب بوقف العنف النفسي على الرجل، ونطالب بإعادة القوامة والسيادة والسلطة لحوزته. ولنتذكر قوله تعالى﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى﴾ .