صفات اليهود

بسم الله الرحمن الرحيم

صفات اليهود

لقد أنزل الله هذا القرآن هدى ونوراً ،  يقود القلوب إلى باريها ، ويكف الجوارح عن معاصيها . ونحن اليوم ، أشد حاجة إلى تدبر القرآن ، عندما تدلهم الخطوب ، وعندما تعظم الكروب ، عندما تتضارب التحليلات ، وتختلف التأويلات ، يشع نور القرآن  ، ويتنفس صبح الفرقان ،  يهدي الضال ، وينير الطريق ، ويثبت المطيع ، ويبعث الأمل ، ويطرد الشؤم والملل . فضح اليهود ، أظهر عوارهم ، وبين تاريخهم ، وحذرنا من سلوك سبيلهم ، ومما يدل على ذلك أمر ه تعالى لنا بأن ندعوه في كل ركعةٍ بأن يجنبنا طريق اليهود والنصارى. ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾. وقد وصفهم الله بصفات ذميمة ، نستعرض بعضها ، لينجلي أ أمرهم ، وليبطل كيدهم ، وليحذرهم من أحسن الظن بهم ، فمن ذلك : قلة أدبِهم مع الله عز وجل ومع رسله صلوات ربي وسلامه عليهم: قالوا ﴿إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ﴾ وقالوا  ﴿عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ﴾ وقالوا  ﴿يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ﴾ وقالوا  ﴿سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا﴾.  وقالوا  لموسى عليه السلام ﴿أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً﴾ وكذبوا على الله ﴿فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ﴾ وآذوا رسل الله بشتى أصناف الأذى ،  ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ﴾ وكذبوهم وقتلوهم : ﴿كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ﴾ .

ومن صفات اليهود المتأصلة في أنفسهم فعلُ المنكرات وعدمُ النهي عنها ، ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا  يَفْعَلُونَ

و لم يكتفوا بفعل المنكرات ، بل شجعوا عليها حتى لو أدى ذلك إلى أن يدفعوا من أموالهم ما يوفرها ويزينها للناس ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ

أيها المسلمون: ومن أشهر صفات اليهود نقضهم للعهد والميثاق: قال سبحانه: ﴿أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ .

ومن صفاتهم أنهم أشد الناس عداوة للمؤمنين : ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا

و ما يجري اليوم في فلسطين ، لم يحدث على أيدي أي  من الغزاة في تاريخ البشرية  , ولم يجرِ ذلك في تاريخ المقدس الممتد آلاف السنين ، لم يفعل غاز أو محتل ، مثلما فعله ويفعله اليهود اليوم . يتحدثون عن السلام بألسنتهم ، ويباشرون الحرب في خططهم  وأفعالهم , أفعال شنيعة وتجاوزات رهيبة , بل إن هؤلاء اليهود لم يسألوا عن جريمة ارتكبوها ، ولم   تحجب عنهم مساعدة طلبوها , ولم يتأخر عنهم مدد سألوه , ولم يوجه إليهم لوم ولا عتاب في جرم اقترفوه . بل لقد توافد كبار ساسة العالم من أجل أسراهم , وبعثت التعازي من أجل قتلاهم , ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ﴾ أما ترون دفاع أمريكا عنهم المستميت .

أما إخواننا في فلسطين فلا بواكي لهم , شعب يعيش منذ سبعين عامًا ، في ملاجئ ومخيمات   ، والملايين في التشريد والشتات , شعب حياته خوف وتعذيب واعتقال ، تهدم البيوت ، وتغلق المدارس ، بل و المخازن والمتاجر, تجويع وبطالة , استيلاء على الأرض  ،   تحكم في مصادر المياه , محتل يلاحق من يشاء ، ويتهم من يشاء , ويقتل من يشاء ، ويعتقل من يشاء , ينشئ المستوطنات ، ويقيم الحواجز ، ويبني الأسوار ويغلق المدن والطرق ، ثم يزعم أنه يريد السلام . وأنه يلاحق الإرهابيين .

جيش احتلال مسلح ، ضد شعب أعزل, القتلى والضحايا في طرف ، والقاتل والجلاد في طرف آخر, قاتل ومقتول , وجلاد وضحية ..

الخطبة الثانية

أما بعد: فاتقوا الله أيها المسلمون ، واعلموا أن بيت المقدس ، والأرض المباركة ، في خطر عظيم , والعمل من أجل إنقاذها  فريضة شرعية ، وواجب ديني ، يستنهض عزم أبناء الأمة ، وبذل كل الجهود والوسائل لإحقاق الحق, ونصرة القضية . يجب أن يعي المسلمون بأنه لا سبيل لاستخلاص الحقوق ، واستنقاذ المغتصبات ، إلا حين يعتصمون بحبل الله , ويكونون جميعًا ولا يتفرقون , يصطفّون عبادًا لله إخوانًا ، يجمعهم نداء واحد : يا مسلم يا عبد الله, ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ أيها المسلمون إن الذي ينظر إلى القضية بمنظار القرآن لن يخدع أبدًا ﴿وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ المُفْسِدِينَ﴾ ﴿قَاتِلُوَهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ﴾ ، ﴿وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا

عباد الله : لا عودة للحق قبل العودة الصحيحة للإسلام , إن من سنن الله أن العاقبة للمتقين, وأن الأرض يرثها عباد الله الصالحون , ولكن من سننه أيضًا إذا تخلى أهل الإيمان عن إيمانهم فإنه يستبدل قومًا غيرهم ويأتي بقوم يحبهم ويحبونه .

أيها المسلمون: النصر قادم لا محالة , بكم أو بغيركم , «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ، فيقتلهم المسلمون ، حتى يقول الحجر والشجر : يا مسلم ، يا عبدالله : هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود»  

ودين الله منصور بكم أو بغيركم  ﴿إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ . والحق سيعلو على أيديكم أو أيدي غيركم ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ﴾ والباطل سيزهق بجهودكم أو بجهود غيركم ﴿هَاأَنتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الغَنِيُّ وَأَنتُمُ الفُقَرَاءُ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾ ولكن لماذا لا يطلب المسلم الخير لنفسه؟ فيكون لبنة في طريق النصر ، وسهمًا من سهام الحق ، وأداة لإزهاق الباطل.

نهاب اليهود ونحن الأسود *** وهل هابت الأسد يوماً قرود